للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو حام حول فنائها وظبائها ... ما كان محتفلاً بحومة حومل

فاذكر لها كلفي بسقط لوائها ... فهواي عنها الدهر ليس بمنسل

كم جاد لي فيها الزمان بمطلبٍ ... جادته أخلاف الغمام المسبل

واعمد إلى الصفصيف يوماً ثانياً ... وبه تسلّ وعنه دأباً فاسأل

وادٍ تراه من الأزاهر خالياً ... أحسن به عطلاً وغير معطل

ينساب كالأيم انسياباً دائماً ... أو كالحسام جلاه كفُّ الصيّقل

فزلاله في كلّ قلب قد حلا ... وجماله في كل عين قد جلي

واقصد بيوم ثالث فوّارة ... وبعذب منهلها المبارك فانهل

تجري على درّ لجيناً سائلاً ... أحلى وأعذب من رحيق سلسل

واشرف على الشّرف الذي بإزائها ... لترى تلمسان العلية من عل

تاج عليه من المحاسن بهجة ... أحسن بتاج بالبهاء مكلّل

وإذا العشية شمسها مالت فمل ... نحو المصلّى ميلة المتمهل

وبملعب الخيل الفسيح مجاله ... أجل النواظر في العتاق الحفّل

فلحلبة الأشراف كلّ عشية ... لعب بذاك الملعب المتسهل

فترى المجلّي والمصلّي خلفه ... وكلاهما في جريه لا يأتلي

هذا يكرّ وذا يفرّ فينثني ... عطفاً على الثاني عنان الأول

من كل طرف كلّ طرف يستبي ... قيد النواظر فتنة المتأمّل

وردٌ كأن أديمه شفق الدّجى ... أو أشهب كشهاب رجم مرسل

أو من كميت لا نظير لحسنه ... سام معمٍّ في السوابق مخول

أو أحمر قاني الأديم كعسجد ... أو أشقر يزهو بعرف أشعل

أو أدهم كاللّيل إلا غرّةً ... كالصبح، بورك من أغر محجّل

جمع المحاسن في بديع شياته ... مهما ترقّ العين فيه تسله

عقبان خيلٍ فوقها فرسانها ... كالأسد تنقضُّ انقضاض الأجدل

فرسان عبد الواد آساد الوغى ... حامو الذمار أولو الفخار الأطول

<<  <  ج: ص:  >  >>