للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا قل لفرسان البلاغة أسرجوا ... فقد جاءكم منّي المكافي المكافح

أيخمل ذكري عندهم وهو نابهٌ ... ويغمط شجوي عندهم وهو شائح

بدور إذا جنّ الظّلام كوامل ... وأسدٌ إذا لاح الصباح كوالح

تركت سوق البزّ لا عن تهاونٍ ... وكيف وظبيٌ سانحٌ فيك بارح

وإنّي وقلبي في ولائك طامعٌ ... وناظر وهمي في سماطك طامح

أيا أهل ودّي والعشير مؤمّن ... أتقضي ديوني أم غريمي فالح

وهل ذلك الظبي النصاحيّ للذي ... يقطّع من قلبي بعينيه ناصح

كنيت بها عنه حياءً وحشمةً ... ووجه اعتذاري في القضيّة واضح [تعريف بتلمسان]

وتلمسان هذه هي مدينتتنا التي علّقت بها التمائم، وقد نزلها من سلفنا عبد الرحمن بن أبي بكر المقرّي بن علي صاحب السيخ ابن مدين، الذي دعا له ولذريته بما ظهر فيهم قبوله وتبين، وهو الأب الخامس كما سبق في ترجمة أخبارهم، وهي من أحسن مدائن المغرب ماء وهواء، حسبما ق ابن مرزوق:

يكفيك منها ماؤها وهواؤها ... وقال الكاتب أبو زكريا يحيى بن خلدون في كتابه بغية الرواد في أخبار بني عبد الواد وأيام أبي حمّو الشامخة الأطواد بعد كلام في شأن البربر، ما صورته (١) : ودار ملكهم وسط بين الصحراء والتل تسمى بلغة البربر تلمسن، كلمة مركبة من تلم ومعناه تجمع، وسن ومعناه اثنان: أي الصحراء والتل فيما ذكره شيخنا العلامة أبو عبد الله الآبلي، رحمه الله تعالى، وكان


(١) بغية الرواد ١: ١٩/٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>