للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمنين، فلم يجبه إلى ما طلبه، وكلّ ذلك في سنة ٥٨٧، ومدحه ابن منقذ بقوله من قصيدة:

سأشكر بحراً ذا عباب قطعته ... إلى بحر جودٍ ما لأخراه ساحل

إلى معدن التّقوى إلى كعبة النّدى ... إلى من سمت بالذكر منه الأوائل

إليك أمير المؤمنين ولم تزل ... إلى بابك المأمول تزجى الرّواحل

قطعت إليك البر والبحر موقناً ... بأن نداك الغمر بالنجح كافل

وحزت بقصديك العلا فبلغتها ... وأدنى عطاياك العلا والفواضل

فلا زلت للعلياء والجود بانياً ... تبلّغك الآمال ما أنت آمل وعدّتها أربعون بيتاً، فأعطاه بكل بيت ألفاً، وقال له: إنّما أعطيناك لفضلك ولبيتك.

وكان عنوان الكتاب الذي أرسله صلاح الدين إلى أمير المسلمين وفي أوّله الفقير إلى الله تعالى يوسف بن أيوب وبعده من إنشاء الفاضل الحمد لله الذي استعمل على المّلة الحنيفية من استعمر الأرض، وأغنى من أهلها من سأله القرض، وأجزى من على يده النافلة والفرض، وزيّن سماء الملّة بدراراي الذراري التي بعضها من بعض وهو كتاب طويل سأله فيه أن يقطع عنه مادّة البحر، واستنجده على الإفرنج إذ كانت له اليد عليهم، وعاد ابن منقذ من هذه الرسالة سنة ٥٨٨ بغير فائدة، وبعث معه هديّة حقيرة، وأمّا ابن منقذ فإنّه أحسن إليه وأغناه، لا لأجل صلاح الدين، بل لبيته وفضله كما مرّ، وما وقع من يعقوب في صلاح الدين إنّما هو لأجل أنّه لم يوفّه حقّه في الخطاب.

[الموحدون والأندلس]

رجع (١) : ولمّا استفحل أمر الموحّدين بالأندلس استعملوا القرابة على الأندلس


(١) في ق: رجع إلى أخبار يعقوب؛ والنص متابع لما ورد عند ابن خلدون ٤: ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>