للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهالة الهلال، وكان بقاء هذا الجبل بيد العدوّ نيّفاً وعشرين سنة، حاصره السلطان أبو الحسن ستة أشهر، وزاد في تحصينه ابنه السلطان أبو عنان، ولمّا أجاز السلطان أبو الحسن المذكور إلى الأندلس، واجتمع عليه ابن الأحمر، وقاتلهم الطاغية، هزمهم في وقعة طريف، واستولى على الجزيرة الخضراء، حتى قيّض الله من بني الأحمر الغني بالله محمداً الذي كان لسان الدين بن الخطيب وزيره، فاسترجعها وجملة بلاد كجيّان وغيرها.

وكانت له في الجهاد مواقف مشهورة، وامتدّ ملكه واشتدّ حتى محا دولة سلاطين فاس ممّا وراء البحر، وملك جبل الفتح، ونصر الله الإسلام على يده، كما ستقف عليه في بعض مكاتبات لسان الدين - رحمه الله - في مواضع من هذا الكتاب، وسعد هذا الغنيّ بالله من العجائب. وبقي ملك الأندلس في عقبه إلى أن أخذ ما بقي من الأندلس العدوّ الكافر واستولى على حضرة الملك غرناطة أعادها الله للإسلام، كما نبين إن شاء الله، وخلت جزيرة الأندلس من أهل الإسلام، وأبدلت من النور بالظلام، حسبما اقتضته الأقدار النافذة والأحكام (١) ، والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

[شيخ الغزاة أيام بني الأحمر]

قال ابن خلدون (٢) : واتفق بنو الحمر سلاطين غرناطة أن يجعلوا مشيخة الغزاة لواحد يكون من أقارب بني مرين سلاطين المغرب، لأنهم أوّل من ولي الأندلس عند استيلاء بني عمهم على ملك المغرب لما بينهم من المنافسة،


(١) سقطت من ق ط ج.
(٢) في ق: قلت وكان بنو الأحمر (دون ذكر لابن خلدون) . وفي ج: ولقد كان بنو الأحمر ... يجعلون.

<<  <  ج: ص:  >  >>