للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العدو، وتكرار الذهاب بنفسه في الرواح والغدوّ، وله مع المصحفي وغيره أخبار مرت ويأتي بعضها، ولا بأس أن نلخص ترجمة المصحفي فنقول:

[ترجمة المصحفي من المطمح]

قال الفتح في المطمح (١) : الحاجب جعفر المصحفي - تجرّد للعليا، وتمرد في طلب الدنيا، حتى بلغ المنى، وتسوّغ ذلك الجنى، فسما دون سابقة، وارتمى إلى رتبة لم تكن لبنيته (٢) بمطابقة، فالتاح في أفياء الخلافة، وارتاح إليها بعطفه كنشوان السّلافة، واستوزره المستنصر، وعنه كان يسمع وبه كان (٣) يبصر، فأدرك بذلك ما أدرك، ونصب لأمانيه الحبائل والشّرك، واقتنى وادّخر، وأزرى (٤) بمن سواه وسخر، واستعطفه المنصور بن أبي عامر ونجمه بعد غائر لم يلح، وسرّه مكتوم لم يبح، فما عطف، ولا جنى من روضة دنياه ولا قطف، فأقام في تدبير الأندلس ما أقام والأندلس متغيرة، والأذهان في تكيف سعده متحيرة، فناهيك من ذكرٍ خلّد، ومن فخرٍ تقلّد، ومن صعبٍ راض، وجناح فتنةٍ هاض، ولم يزل بنجاد تلك الخلافة معتقلاً، وفي مطالعها منتقلاً، إلى أن توفّي الحكم، فانتقض عقده المحكم، وانبرت إليه النوائب، وتسدّدت إليه من الخطوب (٥) سهام صوائب، واتّصل إلى المنصور ذلك الأمر، واختص به كما مال بيزيد أخوه الغمر، وأناف في تلك الخلافة كما شبّ قبل اليوم عن طوقه عمرو، وانتدب للمصحفي بصدر كان أوغره، وساءه وصغّره، فاقتصّ من تلك الإساءة، وأغصّ حلقه بأي مساءة (٦) ،


(١) انظر المطمح ٤ - ٨.
(٢) ك: لبيته؛ ق: إلى بيته.
(٣) كان: سقطت من ك.
(٤) ج ط: وزرى.
(٥) من الخطوب: زيادة من المطمح.
(٦) ق ك: بأي أشاءة.

<<  <  ج: ص:  >  >>