للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدام الله تعالى أيّام الأمير للأرض (١) يتملّكها، ويستدير بسعده فلكها، وقد استبشر الملك أيدك الله وحقّ له الاستبشار، فقد أومأ إليه السعد وأشار، بما اتفق له من توليتك، وخفق عليه من ألويتك، فلقد حبي منك بملك أمضى من السهم المسدّد، طويل نجاد السيف رحب المقلّد، يتقدّم حيث يتأخّر الذابل، ويتكّرم إذا بخل الوابل، ويحمي الحمى كربيعة بن مكدّم (٢) ، ويسقي الظّبا نجيعاً كلون العندم، فهنيئاً للأندلس فقد استردت عهد خلفائها، واستجدّت رسوم تلك الإمامة بعد عفائها، فكأن لم تمت أعاصرها، ولم يمت حكمها ولا ناصرها، اللذان عمرا الرصافة والزهرا، ونكحا عفائل الروم وما بذلا غير المشرفية مهرا، والله سبحانه أسأله إظهار أيامك، وبه أرجو انتشار أعلامك، حتى يكون عصرك أجمل من عصرهم، ونصرك أغرب من نصرهم، بمنّه وكرمه ويمنه.

[٢٤ - من ترجمة ابن عطية]

وقال رحمه الله تعالى في ترجمة الفقيه القاضي الحافظ أبي محمد عبد الحق ابن عطية صاحب التفسير الشهير، بعد كلام كثير، ما صورته (٣) : ومررنا في إحدى نزهنا بمكان مقفر، وعن المحاسن مسفر، وفيه بكير نرجس كأنّه عيون مراض، يسيل وسطه ماء رضراض، بحيث لا حس إلا للهام، ولا أنس إلا ما يتعرض للأوهام، فقال:

نرجسٌ باكرت منه روضةً ... لذّ قطع الدّهر فيها وعذب

حثّت الريح بها خمر حياً ... رقص النبت لها ثمّ شرب


(١) بعض النسخ: للأزمن.
(٢) ق: ربيعة بن المكدم.
(٣) القلائد: ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>