للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما مثاله:

وهذه كنت لو خيّرت أختار ... وكذا رأيت بخط الحافظ التّنسي، والأول رايته بخط العلاّمة الوانشريشي رحمهما الله تعالى.

وحكي أن الخليليّ لما قدم من الندلس رسولاً إلى سلطان المغرب أبي عنان فارس ابن السلطان أبي الحسن المريني أنشد بحضرة السلطان المذكور أبيات ابن خفاجة هذه كالمفتخر ببلاد الأندلس، فقال السلطان أبو عنان: كذب هذا الشاعر - يشير إلى كونه جعلها جنّة الخلد، وأنّه لو خير لاختارها على ما في الآخرة - وهذا خروج من ربقة الدين، ولا أقلّ من الكذب والإغراق، وإن جرت عادة الشعراء بذلك الإطلاق، فقال الخليليّ: يا مولانا، بل صدق الشاعر، لأنّها موطن جهاد، ومقارعة للعدوّ وجلاد، والنبي صلى الله عليه وسلم الرؤوف الودود الرحيم العطوف (١) ، يقول: الجنّة تحت ظلال السيوف، فاستحسن منه هذا الكلام، ورفع عن قائل الأبيات الملام، وأجزل صلته، ورفع منزلته. ولعمري إن هذا الجواب، لجدير بالصواب، وهكذا ينبغي أن تكون رسل الملوك في الافتنان، روّح الله تعالى أرواح الجميع في الجنان.

[قصائد لابن خفاجة]

وأبو إسحاق ابن خفاجة كان أوحد الناس في وصف الأنهار والأزهار والرياض والحياض والرياحين والبساتين، وقد سبق بعض كلامه، ويأتي أيضاً منه بعضٌ أثناء الكتاب، ومن ذلك قوله (٢) :


(١) هكذا في ك؛ وفي ق: الرحيم الرؤوف يقول ...
(٢) ديوان ابن خفاجة: ٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>