للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، عزّ وجلّ، لأني نظمتها لله تعالى مخلصاً. وكان عالماً بكتاب الله تعالى قراءة وتفسيراً، وبحديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومبرزاً فيه، وكان إذا قرئ عليه صحيحا البخاري ومسلم والموطّإ يصحح النسخ من حفظه، ويملي النكت على المواضع المحتاج إليها، وكان أوحد في علم النحو واللغة، عارفاً بتعبير (١) الرؤيا، حسن المقاصد، مخلصاً فيما يقول ويفعل، وكان يجتنب فضول الكلام، ولا ينطق في سائر اأأوقاته إلا بما تدعو إليه ضرورة، ولا يجلس للقراءة إلاّ على طهارة في هيئة حسنة وتخشّع واستكانة، وكان يعتلّ العلة الشديدة فلا يشتكي ولا يتأوّه، وإذا سئل عن حاله قال: العافية، لا يزيد على ذلك. وكان كثيراً ما ينشد هذا اللغز في النعش، وهو لأبي زكريا يحيى بن سلامة الخطيب:

أتعرف شيئاً في السّماء نظيره ... إذا سار صاح الناس حيث يسير

فتلقاه مركوباً وتلقاه راكباً ... وكلّ أميرٍ يعتليه أسير

يحضّ على التقوى ويكره قربه ... وتنفر منه النفس وهو نذير

ولم يستزر عن رغبةٍ في زيارةٍ ... ولكن على رغم المزور يزور وكان يقال عند دخوله إلى مصر: إنّه يحفظ وقر بعير من العلوم، وكان نزيل القاضي الفاضل، ورتّبه بمدرسته بالقاهرة، وقيل: إن كنيته أبو محمد (٢) حسبما وجد في بعض إجازاته، رحمه الله تعالى.

٨ - ومن الراحيلن إلى المشرق من الأندلس الإمام القاضي أبو بكر ابن العربي (٣) .


(١) ط ج ودوزي: بتفسير.
(٢) أكثر المصادر على أن اسمه " القاسم " وأن له كنيتين: أبو القاسم وأبو محمد، إلا أن أبا بكر ابن مسدي سماه في معجم مشيخته " خلفا ".
(٣) أبو بكر ابن العربي: ترجمته في ابن خلكان ٣: ٤٢٣ والصلة ٥٥٨ والمرقبة العليا: ١٠٥ والديباج المذهب: ٢٨١ وتذكرة الحفاظ: ١٢٩٤ وشذرات الذهب ٤: ١٤١ (وفيات: ٥٤٦) والمطمح: ٦٢ وأزهار الرياض ٣: ٦٢، ٨٦ - ٩٥ وبغية الملتمس رقم: ١٧٩ والمغرب ١: ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>