للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجع إلى أخبار ابن العربي - فنقول: إنّه سمع بالأندلس أباه وخاله أبا القاسم الحسن الهوزني وأبا عبد الله السّرقسطي، وببجاية أبا عبد الله الكلاعي، وبالمهديّة أبا الحسن ابن الحداد الخولاني، وسمع بالإسكندرية من الأنماطي، وبمصر من أبي الحسن الخلعي وغيره، وبدمشق غير واحد كأبي الفتح نصر المقدسي، وبمكّة أبا عبد الله الحسين الطبري وابن طلحة وابن بندار، وقرأ الأدب على التبريزي وعمل، رحمه الله تعالى، على مدينة إشبيلية سوراً بالحجارة والآجر بالنورة من ماله. وكان - كما في الصلة -[مقدماً في المعارف كلها] حريصاً على أدائها ونشرها (١) ، ثاقب الذهن في تمييز الصواب فيها، ويجمع إلى ذلك كلّه آداب الأخلاق، مع حسن المعاشرة ولين الكنف، وكثرة الاحتمال وكرم النفس، وحسن العهد وثبات الود.

وذكره ابن بشكوال في الصلة وقال فيه: الإمام الحافظ، ختام علماء الأندلس، رحل إلى المشرق مع أبيه مستهلّ ربيع الأول سنة خمس وثمانين وأربعمائة، ودخل الشام والعراق وبغداد، وسمع بها من كبار العلماء، ثم حج في سنة تسع وثمانين، وعاد إلى بغداد، ثم صدر منها (٢) .

وقال ابن عساكر: خرج من دمشق راجعاً إلى مقره سنة ٤٩١، ولما غرّب صنّف " عارضة الأحوذي " ولقي بمصر والإسكندرية جملة من العلماء، ثم عاد إلى الأندلس سنة ثلاث وتسعين، وقدم إشبيلية بعلم كثير، وكان موصوفاً بالفضل والكمال، وولي القضاء بإشبيلية، ثم صرف عنه، ومولده ليلة يوم الخميس لثمان بقين من شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة، وتوفّي بمغيلة بمقربة (٣) من مدينة فاس، ودفن بفاس في ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين


(١) في أصول النفح: آدابها وسيرها، والتصحيح عن الصلة وابن خلكان، والضمير راجع إلى " المعارف "، واضطرب النقل على المقري.
(٢) النقل عن الصلة باختصار شديد.
(٣) ق: بمقيلة بقرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>