للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعي، ولما قال له ابنه محمد بن القاسم: يا أبت أوصني، قال: أوصيك بكتاب الله، فلا تنس حظك منه، واقرأ منه كلّ يوم جزءاً، واجعل ذلك عليك واجباً، وإن أأردت أن تأخذ من هذا الأمر بحظ، يعني الفقه، فعليك برأي الشافعي، فإنّي رأيته أقل خطأ. قال أبو الوليد ابن الفرضي: ولم يكن بالأندلس مثله في حسن النظر والبصر بالحجة. وقال أحمد بن خالد ومحمد بن عمر بن لبابة: ما رأينا أفقه من قاسم بن محمد ممن دخل الأندلس من أهل الرحلة. وقال أسلم بن عبد العزيز: سمعت عن ابن عبد الحكم أنّه قال: لم يقدم علينا من الأندلس أحد أعلم من قاسم بن محمد، ولقد عاتبته في حين انصرافه إلى الأندلس، وقلت له: أقم عندنا فإنّك تقتعد ههنا رياسة ويحتاج الناس إليك، فقال: لا بدّ من الوطن. وقال سعيد بن عثمان (١) : قال لي أحمد ابن صالح الكوفي: قدم علينا من بلادكم رجل يسمى قاسم بن محمد، فرأيت رجلاً فقيهاً.

وألّف رحمه الله تعالى كتاباً نبيلاً في الرد على ابن مزين (٢) وعبد الله بن خالد والعتبي يدل على علمه، وله كتاب في خبر الواحد. وكان يلي وثائق الأمير محمد طول أيامه. روى عنه ابن لبابة وابن أيمن والأعناقي وابنه محمد بن قاسم في آخرين (٣) . توفّي سنة ست - أو سبع، أو ثمان - وسبعين ومائتين، رحمه الله تعالى.

١٨ - ومنهم أبو بكر الغساني، وهو محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أسود (٤) ، من أهل المرية، قدم إلى مصر ولقي بها أبا بكر الطرطوشي، ثم عاد إلى بلده،


(١) هو الأعناقي.
(٢) يحيى بن إبراهيم بن مزين.
(٣) ابن الفرضي: في جماعة سواهم.
(٤) محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أسود: ترجمته في الصلة: ٥٥٣ ومعجم شيوخ الصدفي: ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>