للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسحاءة كتب له فيها وخلاّها بين يديه، وهو قد غلب النوم عليه، فقال:

يا نائماً متعمّداً ... إبصار طيف حبيبه

هو جوهرٌ فاثقبه إ ... ن الطيب في مثقوبه

أو أركبنّي ظهره ... إن لم تقل بركوبه فلمّا قرأها علم أنّها للتّجاني (١) ، فكتب تحتها:

يا طالباً أضحى حجا ... بٌ دون ما مطلوبه

لو لم يكن في ذاك إث ... مٌ لم أكن أسخو به

إنّي أغار عليه من ... أثوابه ورقيبه وأنشد يوماً في حلقته لابن الرومي في خبّاز:

إن أنس لا أنس خبّازاً مررت به ... يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر

ما بين رؤيتها في كفّه كرةً ... وبين رؤيتها قوراء كالقمر

إلاّ بمقدار ما تنداح دائرة ... في صفحة الماء يرمى فيه بالحجر فقال بعض تلامذته: أما إنّه لا يقدر على الزيادة على هذا، فقال:

فكاد يضرط إعجاباً برؤيتها ... ومن رأى مثل ما أبصرت منه خري فضحك من حضر وقال: البيت لائق بالقطعة، لولا ما فيه من ذكر الرجيع، فقال:

إن كان بيتي هذا ليس يعجبكم ... فعجّلوا محوه أو فالعقوه طري ٦١ - ومنهم الأديب الطبيب أبو الحجاج يوسف بن عتبة الإشبيلي (٢) ،


(١) في نسخة الذخيرة: الجافي، ولا ريب في أنه مصحف، ولعل الصواب: " البجاني ".
(٢) ترجمة أبي الحجاج يوسف بن عتبة في المغرب ١: ٢٥٨ واختصار القدح: ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>