للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالضعفاء. ولابن القيم كلام مفيد في ترجيح القول الأول بعد إيراده للقولين حيث قال: ((والقول الأول أشبه، فإنه أظهر في بطلان الشرك؛ وأوضح عند المخاطب وأعظم في إقامة الحجة وأقرب نسباً بقوله تعالى {ويعبدون من دون الله ما لايملك لهم رزقاً من السموات والأرض شيئاً ولا يستطعيون فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون} (١) ثم قال {ضرب الله مثلاً} ، ومن لوازم هذا المثل وأحكامه أن يكون المؤمن الموحِّد كمن رزقه منه رزقاً حسناً والكافر المشرك كالعبد المملوك الذي لايقدر على شيء، فهذا ممّا نبّه عليه المثل وأرشد إليه فذكره ابن عباس رضي الله عنه منبهاً على إرادته؛ لأنّ الآية اختصت به فتأمّله فإنّك تجده كثيراً في كلام ابن عباس رضي الله عنه وغيره من السلف في فهم القرآن فيظنّ الظانّ أنّ ذلك هو معنى الآية التي لا معنى لها غيره فيحكيه قوله)) (٢) .

لطائف:

الأولى: إنّ في إبهام المثل أولاً (ضرب الله مثلاً) ثم بيانه بما ذكر ما لايخفى من الفخامة والجزالة (٣) .

الثانية: في قوله تعالى {.. ومن رزقناه منا رزقاً حسناً فهو ينفق منه سراً وجهراً} . إيثار لما عليه النظم الكريم من الجملة الاسمية الفعلية الخبر؛ وذلك للدلالة على ثبات الإنفاق واستمراره التجدّدي (٤) .


(١) سورة النحل: الآيتان (٧٣-٧٤) .
(٢) الأمثال في القرآن الكريم لابن قيم الجوزية: ص ٢٠٥ – ٢٠٦.
(٣) انظر: تفسير أبي السعود ج٥ ص ١٢٩.
(٤) انظر: المرجع السابق ج٥ ص ١٢٩.

<<  <   >  >>