للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عشرة من وجوههم لأجبرهم الامام عليه ولما التفت إلى ما كان من بغيهم عليه وغلطهم فيه.

ولكنا نزعم أنّ عليّا دافع بمعاريض الكلام وبالتورية وبما يشبه التوهيم وأعمل المكيدة عند الحاجة إلى المكيدة حين رأى اختلاف القلوب وانتشار الامور ونقصان البصائر والركون الى الراحة وطمع أن تكون عظته وتصرّفه وتعريفه وتخويفه ممّا ينفع فيهم ويسري في طبائعهم وينبههم من رقدتهم ويحرّك مواضع الأنفة من قلوبهم إلى انقضاء تلك المدّة وفي تلك المهلة والهدنة حين ارتبق فيهم حبله ولم يبق غاية، وبعد ان كتم الداء ودثر الدواء وأرفق العلاج؛ فلمّا أعضل الداء واستفحل البلاء وظهر العيب واستتمّ الفساد وصار ستره عيّا وكتمه عجزا، خطب بالموعظة على المنابر وقرع بالتأنيب في المحافل وأعذر عنه المقبل والمدبر، وكان على يقين من انهزامهم إن مضى بهم مكرهين غير متبصّرين ومختلفين غير متّفقين، هذا أسوأ ما كان [ ... ] فه الجيوش عنه فتظهر له الخلة وتتشنّع به المثلة.

[١٤- العمل عند المعتزلة كالقول]

وأعلم أنّ لصاحب الفتنة والمكر والمخبر من معاريض القول من التورية في الكلام ومن إضمار المعاني في الالفاظ إلى ما يخرجه من الكذب وإن وهّم ذلك القول السامع الطالب والمستحلف الغاصب الموافقة والرضى بحكمه ما ليس لغيره، وهذا هو المعنى في الفتنة التي أناخها الله تعالى بعباده، وقد كان له أن يتعبّدهم بالإفصاح وإن قتلوا عن آخرهم.

ونحن نزعم أنّ اليمين إذا كانت لازمة لك فهي على ضمير من استحلفك، وإذا كانت غير لازمة فهي على ضمير الحالف؛ وكذلك البيعة وجميع الكلام، والعمل عندنا في ذلك كالقول؛ ولو أنّ غاصبا أخذ عليك يمينا للبيعة له، كان لك أن تقول «نعم» ولست تريد التي هي خلاف «لا» ولكن تر [يد]

<<  <   >  >>