للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى السامع بالإنصاف وينهيه عنده بالترسّل ويوتيه بالنصيحة، وأن يجعل قائده إلى القلوب والعمل وسائقه إلى العقول الانقطاع إليه، ولا يغالب خضمه ولا يناهب الكلام من ناقله ولا يعجله عن جوابه إذا فاتحه ولا يظهر تضجره إن هو أبطأ عنه ولا يغتنم بخلطه إن هوسها ولا بشيء يلفظه ظنّا وهو يجد له في الصواب محتملا.

[٢٠- كتاب القضية مدخول لفظا وشهودا ومضمونا]

وزعمت أنّ كتاب القضيّة في الحكمين يثبت للخوارج حجّتهم وأنّ لفظه يمتنع فيه التوجيه والتورية، وسألتني أن أكتب لك الكتاب لتجمع بين مخارج لفظه ودلائل وصفه وبين احتجاجي له في ضماني عليه؛ والكتاب الذي يدور في صحف أصحاب الاخبار والاسناد هو هذا الكتاب الذي أنا مصوّره لك، ولكني بعد ذلك عائد إلى أسانيده بالتصفّح في التثبّت وعلى أصل مخرجه بالتفتيش والتنقير إن شاء الله:

بسم الله الرّحمن الرّحيم، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن الزّهري وحباب بن موسى وعليّ ومجاهد عن محمّد بن إسحق: بسم الله الرّحمن الرّحيم هذا ما تقاضى عليه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (قال معاوية: «لو سمّيتك بهذا لم أحاربك ولولا أنّك أسنّ منّي ما قدّمتك» ، فأبى عليّ مليّا من النهر ثم تسمّح وكتب: هذا ما تقاضى عليه عليّ بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان:

قاضى [عليّ بن أبي طالب] على أهل العراق [ومن كان معه] من شيعته من المؤمنين والمسلمين [وقاضى معاوية بن أبي سفيان على أهل الشام ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين] أنّا ننزل عند حكم الله في كتابه فيما اختلفنا فيه من فاتحته إلى خاتمته، نحيي ما أحيا ونميت ما أمات، فما وجدنا في كتاب الله مسمّى أخذنا به، وما لم نجده في كتاب الله مسمّى فالسنّة العادلة الجامعة غير المفرقة فيما اختلفنا فيه؛ والحكمان عبد الله بن قيس الاشعريّ وعمرو بن

<<  <   >  >>