للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها إلا منذ ملكوا. قالوا: لو لم يكن من بركة دعوتنا إلا أن تعذيب الأمراء لعمال الخراج بالتعليق والرهق والتجريد والتسهير والمسال والنورة والجورتين والعذراء والجامعة والتشطيب قد ارتفع لكان ذلك خيرا كثيرا. وفي الطاعون يقول العماني الراجز يذكر دولتنا:

قد رفع الله رماح الجنّ ... وأذهب التّعذيب والتجنيّ

والعرب تسمي الطواعين رماح الجن. وفي ذلك يقول الشاعر:

لعمرك ما خشيت على أبيّ ... رماح بني مقيّدة الحمار

ولكنّي خشيت على أبيّ ... رماح الجنّ أو إيّاك حار

يقوله بعض بني أسد للحرث الغساني الملك.

قال أبو عثمان: وتفخر هاشم عليهم بأنهم لم يهدموا الكعبة، ولم يحولوا القبلة، ولم يجعلوا الرسول دون الخليفة، ولم يختموا في أعناق الصحابة، ولم يغيروا أوقات الصلاة، ولم ينقشوا أكف المسلمين، ولم يأكلوا الطعام ويشربوا على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينهبوا الحرم ولم يطؤوا المسلمات في دار الإسلام بالسباء.

[١٢- هاشم تنتزع الملك من أمية]

قال أبو عثمان: ويفخر بنو العباس على بني مروان، وهاشم على عبد شمس بأن الملك كان في أيديهم فانتزعوه منهم وغلبوهم عليه بالبطش الشديد وبالحيلة اللطيفة ثم لم ينزعوه إلا من يد أشجعهم شجاعة وأشدهم تدبيرا وأبعدهم غورا ومن نشأ في الحروب وربى في الثغور ومن لا يعرف إلا الفتوح وسياسة الجنود، ثم أعطى الوفاء من أصحابه والصبر من قواده فلم يغدر منهم غادر ولا قصر منهم مقصر، كما قد بلغك عن حنظلة بن نباتة وعامر بن ضبارة ويزيد بن عمرو بن هبيرة ولا من سائر قواده حتى أحبابه وكتابه، كعبد الحميد

<<  <   >  >>