للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يؤمنون على الحرم لا سيما وناس من العرب كانوا لا يرون للحرم حرمة ولا للشهر الحرام قدرا، مثل طيء وخثعم وقضاعة وبعض بلحرث بن كعب، وكيفما كان الايلاف فإن هاشما كان القائم به دون غيره من إخوته.

[٦- حلف الفضول]

قال أبو عثمان: ثم حلف الفضول وجلالته وعظمته، وهو أشرف حلف كان في العرب كلها وأكرم عقد عقدته قريش في قديمها وحديثها قبل الاسلام. لم يكن لبني عبد شمس فيه نصيب، قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يذكر حلف الفضول: لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت إلى مثله في الاسلام لأجبت. ويكفي في جلالته وشرفه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهده وهو غلام. وكان عتبة بن ربيعة يقول: لو أن رجلا خرج مما عليه قومه لدخلت في حلف الفضول لما أرى من كماله وشرفه ولما أعلم من قدره وفضيلته. قال: ولفضل ذلك الحلف وفضيلة أهله سمي «حلف الفضول» وسميت تلك القبائل «الفضول» فكان هذا الحلف في بني هاشم وبني المطلب وبني أسد بن عبد العزى وبني زهرة وبني تيم بن مرة. تعاقدوا في دار ابن جدعان في شهر حرام قياما يتماسحون بأكفهم صعدا ليكونن مع المظلوم حتى يؤدوا إليه حقه ما بل بحر صوفة، وفي التآسي في المعاش والتساهم بالمال.

وكانت النباهة في هذا الحلف للزّبير بن عبد المطلب ولعبد الله بن جدعان. أما ابن جدعان فلأن الحلف عقده في داره، وأما الزبير فلأنه هو الذي نهض فيه ودعا إليه وحث عليه، وهو الذي سماه «حلف الفضول» وذلك لأنه لما سمع الزبيدي المظلوم ثمن سلعته قد أوفى على أبي قبيس قبل طلوع الشمس رافعا عقيرته، وقريش في أنديتها، قائلا:

يا للرّجال لمظلوم بضاعته ... ببطن مكّة نائى الحيّ والنفر

إنّ الحرام لمن تمّت حرامته ... ولا حرام لثوبي لابس الغدر

<<  <   >  >>