للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حمي وحلف ليعقدن حلفا بينه وبين بطون من قريش يمنعون القوى من ظلم الضعيف، والقاطن من عنف الغريب. ثم قال:

حلفت لنعقدن حلفا عليهم ... وإن كنّا جميعا أهل دار

نسمّيه الفضول إذا عقدنا ... يعزّ به الغريب لدى الجوار

ويعلم من يطوف البيت أنّا ... أباة الضّيم نهجر كلّ عار

فبنو هاشم هم الذين سموا ذلك الحلف «حلف الفضول» وهم كانوا سببه والقائمين به دون جميع القبائل العاقدة له والشاهدة لأمره، فما ظنك بمن شهده ولم يقم بأمره؟

قال أبو عثمان: وكان الزبير بن عبد المطّلب شجاعا أبيا وجميلا بهيا، وكان خطيبا شاعرا وسيدا جوادا، وهو الذي يقول:

ولولا الحمس لم يلبس رجال ... ثياب أعزّة حتّى يموتوا

ثيابهم شمال أو عباء ... بها دنس كما دنس الحميت

ولكنّا خلقنا إذ خلقنا ... لنا الحبرات والمسك الفتيت

وكأس لو تبين لهم كلاما ... لقالت إنّما لهم سبيت

تبين لنا القذى إن كان فيها ... رصين الحلم يشربها هبيت

ويقطع نخوة المختال عنّا ... رقاق الحدّ ضربته صموت

بكفّ مجرّب لا عيب فيه ... إذا لقي الكريهة يستميت

قال: والزبير هو الذي يقول:

وأسحم من راح العراق مملا ... محيط عليه الخيش جلد مرائره

صبحت به طلقا يراح إلى النّدى ... إذا ما انتشى لم يختصره معاقره

ضعيف بجنب الكأس قبض بنانه ... كليل على جلد النّديم أظافره

قال: وبنو هاشم هم الذين ردوا على الزّبيدي ثمن بضاعته، وكانت عند

<<  <   >  >>