للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٣- رد أمية على هاشم والدعوة الى التسوية]

قالت أمية:

نحن لا ننكر فخر بني هاشم وفضلهم في الإسلام، ولكن لا فرق بيننا في الجاهلية إذ كان الناس في ذلك الدهر لا يقولون: هاشم وعبد شمس، ولا هاشم وأمية، بل كانوا لا يزيدون في الجميع على عبد مناف، حتى كان أيام تميزهم في أمر علي وعثمان في الشورى، ثم ما كان في أيام تحزبهم وحربهم مع علي ومعاوية. ومن تأمل الأخبار والآثار علم أنه ما كان يذكر فرق بين البيتين، وإنما يقال: بنو عبد مناف. ألا ترى أن أبا قحافة سمع رجة شديدة وأصواتا مرتفعة- وهو يومئذ شيخ كبير مكفوف- فقال: ما هذا! قالوا: قبض رسول الله. قال: فما صنعت قريش؟ قالوا: ولوا الأمر ابنك. قال: ورضيت بذلك عبد مناف؟ قالوا: نعم. قال: فلا مانع لما أعطى الله ولا معطى لما منع..

ولم يقل أرضى بذلك بنو هاشم، أرضى بذلك بنو عبد شمس! وإنما جمعهم على عبد مناف؟ لأنه كذلك كان يقال. وهكذا قال أبو سفيان بن حرب لعلي وقد سخط إمارة أبي بكر: أرضيتم يا بني عبد مناف أن تلي عليكم تيم؟! ولم يقل أرضيتم يا بني هاشم! وكذلك قال خالد بن سعيد بن العاص حين قدم من اليمن وقد استخلف أبو بكر: أرضيتم معشر بني عبد مناف أن تلي عليكم تيم؟! قالوا: وكيف يفرقون بين هاشم وعبد شمس وهما أخوان لأب وأم! ويدل أن أمرهما كان واحدا وأن اسمهما كان جامعا قول النبي صلى الله عليه وسلم وصنيعه حين قال: مناخير فارس في العرب عكاشه بن محصن. وكان أسديا، وكان حليفا لبني عبد شمس- وكل من شهد بدرا من بني كثير بن داود وكانوا حلفاء بني عبد شمس- فقال ضرار بن الأزور الأسدي: ذاك منا يا رسول الله! فقال عليه الصلاة والسلام: بل هو منا بالحلف. فجعل حليف بني عبد شمس حليف بني هاشم. وهذا بين لا يحتاج صاحب هذه الصفة إلى أكثر منه. قالوا:

ولهذا نكح هذا البيت في هذا البيت، فكيف صرنا نتزوج بنات النبي وبنات بني

<<  <   >  >>