للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالزّابيين نفوس ثوت ... وأخرى بنهر أبي فطرس

أنشدنا نحن:

واذكروا مصرع الحسين وزيدا ... وقتيلا بجانب المهراس

والقتيل الذي بنجران أمسى ... ثاويا بين غربة وتناس

وقد علمتم حال مروان أبيكم وضعفه وأنه كان رجلا لا فقه له ولم يعرف بالزهد ولا بالصلاح ولا برواية الآثار ولا بصحبة ولا ببعد همة، وإنما ولى رستاقا من رساتيق دار أبجرد لابن عامر ثم ولى البحرين لمعاوية. وقد كان جميع أصحابه ومن تابعه يبايع لعبد الله بن الزبير حتى رده عبيد الله بن زياد. وقال يوم مرج راهط والرؤوس تندر عن كواهلها في طاعته:

وما ضرّهم عند حين النفوس أي غلامي قريش غلب وهذا قول من لا يستحق أن يلي ربعا من الأرباع ولا خمسا من الأخماس، وهو أحد من قتلته النساء لكلمة كان حتفه فيها. وأما أبوه الحكم بن أبي العاص فهو طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعينه والمتخلج في مشيته الحاكي لرسول الله والمتسمع عليه ساعة خلوته، ثم صار طريدا لأبي بكر وعمر، امتنعا عن إعادته إلى المدينة ولم يقبلا فيه شفاعة عثمان، فلما ولى أدخله فكان أعظم الناس شؤما عليه ومن أكبر الحجج في قتله وخلعه من الخلافة.

فعبد الملك أبو هؤلاء الملوك الذين تفتخر الأموية بهم أعرق الناس في الكفر، لأن أحد أبويه هذا والآخر من قبل أمه معاوية بن المغيرة بن أبي العاص كان النبي صلى الله عليه وسلم طرده من المدينة وأجله ثلاثا فحيره الله حين خرج وبقي مترددا متلددا حولها لا يهتدي لسبيله حتى أرسل في أثره عليا وعمارا فقتلاه، فأنتم أعرق الناس في الكفر، ونحن أعرق الناس في الايمان، ولا يكون أمير المؤمنين إلا أولاهم بالايمان وأقدمهم فيه.

قال أبو عثمان: وتفخر هاشم بأن أحدا لم يجد تسعين عاما لا طواعين

<<  <   >  >>