للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلنا: وذلك من رأيتم ومن لم تروا منا. وجوابنا هو جوابكم لنا.

قالوا: ولو أنّ الزّنجيّ والزنجيّة إذا تناكحا بقيت أولادهما بعد الحيض والاحتلام ببلاد العراق، كانوا قد غلبوا على الدّار بالعدد والجلد، والعلم والتدبير، ولكنّ ولد الهنديّ والهنديّة، والروميّ والروميّة، والخراسانيّ والخراسانيّة، يبقون فيكم وفي بلادكم كبقاء آبائهم وأمّهاتهم، ولا يبقى ولد الزّنجيّين بعد الحيض والاحتلام. على اننا لا نصيب في عشرة آلاف، واحد يبلغ ما ذكرنا، إلّا أن يضرب الزنجيّ في غير الزّنجيات، والزّنجية في غير الزّنج. ولولا أنّ الزنجيّ والزّنجيّة قليلا ما يريدان من الغرائب والغرباء، لكنّا على حال سنرى لرجال الزّنج نسلا كثيرا. ولكنّ الزنجية لا تكاد تنشط لغير الزنجيّ.

قالوا: وكذلك البيضان منكم، لا يكادون ينشطون لطلب النّسل من الزّنجيات. والزّنجية أيضا من الزّنجيّ أسرع لقاحا منها من الأبيض.

قالوا: وأنتم لا تكادون تعدّون ممّن ولد له من صلبه مائة ولد إلّا أن يكون خليفة، فيكون ذلك لكثرة الطّروقة، ولا تجدون ذلك في سائركم.

والزّنج لا تستكثر هذا ولا تستعظمه؛ لكثرته في بلادهم، لأنّ الزنجية تلد نحوا من خمسين بطنا في نحو من خمسين عاما، في كلّ بطن اثنين، فيكون ذلك أكثر من تسعين. لأنّه يقال إنّ النساء لا يلدن إذا بلغن السّتين إلّا ما يحكى عن نساء قريش خاصّة.

والزّنج أحرص من خلق الله على نسائهم، ونساؤهم لهم كذلك، وهنّ أطيب من غيرهنّ.

قالوا: فتأمّلوا قولنا واحتجاجنا، فإنّا قد روينا الأخبار وقلنا الأشعار، وعرفناكم وعرفنا الأمم.

وقد كان الفرزدق أعلم النّاس بالنّساء، وكان قد جرّب الأجناس كلّها

<<  <   >  >>