بارغ الكرم، متواضعا طلقا، معتدل الجسم بهيّ المنظر، ليّن الجانب، ليس ببذخ ولا بطر ولا مرح، ليّن الكلام، طالبا للذّكر الحسن، مشتاقا إلى محادثة العلماء ومجالسة الصّلحاء، محبّا لكلّ ما زين عمله، معاندا للسّعاة، مجانبا للكذّابين، صدوقا إذا حدّث، وفيّا إذا وعد، متفهّما إذا خوطب، مجيبا بالصواب إذا روجع، منصفا إذا عامل، آنسا مؤنسا، محبّا للأخيار، شديد الحنوّ على المملكة، أديبا له لطافة في الخدمة، وذكاء في الفهم، وبسطة في المنطق، ورفق في المحاورة، وعلم بأقدار الرجال وأخطارها.
وقال في حاجب العامّة:
ينبغي أن يكون حاجب العامّة رجلا عبد الطّاعة، دائم الحراسة للملك، مخوف اليد، خشن الكلام مروّعا، غير باطش إلّا بالحقّ، ولا أنيسا ولا مأنوسا، دائم العبوس، شديدا على المريب، غير مستخفّ بخاصّة الملك ومن يهوى ويقرّ، من بطانته.
قال عبد الملك لأخيه عبد العزيز، حين وجّهه إلى مصر: