للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسلامية والتجربة التأسيسية للمجتمع الإسلامي. وهذا يعني أن نقطة الانطلاق عنده هي الفكرة الدينية ويصنف مالك مراحل تغير الحضارة حيث يرى أنها تمر بثلاث مراحل هي:

أ- مرحلة النهضة وهي مرحلة بداية الصعود التي تتمثل في سيادة الروح.

ب- مرحلة الأوج أو القمة وهي مرحلة الانتشار والتوسع وسيادة العقل.

ج- مرحلة الأفول والانحدار والتدهور وهنا تسود الغرائز.

ولهذه الدورة الحضارية مضامين تربوية.

ففي المرحلة الأولى يبرز ذو دور الصفوة بوصفهم الدعاة إلى الروح الجديدة. وهذه المرحلة كما يذكر مالك، تربوية وليست تعليمية حيث يكون التركيز على بناء الشخصية وليس على البناء العلمي.

أما المرحلة الثانية: وهي مرحلة العقل فإنها تتمثل في اللجوء إلى العلم والحوافز العلمية التي فرضها الانتشار الحضاري، وهنا يسود التفرغ للماديات والأمور العقلية نتيجة لتعقد حاجات المجتمع.

وتأتي المرحلة الثالثة: نتيجة للصراع بين العقل والضمير الذي يقضي إلى المرحلة الغريزية. وهو يرى أن المجتمع الإسلامي المعاصر يعيش في هذه المرحلة. ففي غياب الروح والعقل تسيطر الغرائز على سلوك الناس، حيث تظهر عدة خصائص كاللفظية والجمود، والسلبية والقابلية للاستعمار، وفقدان مشكلات الواقع، وهو يرى أن هذه المراحل ليست حتمية -كما هو الحال عند ابن خلدون، حيث يفسح فيها مجال للإرادة استنادًا إلى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد: ١١] ويوضح ابن نبي الموجهات التربوية التي يعتبرها أسس التغير الاجتماعي، وهي:

أ- الفعالية كقيمة أساسية في التغير.

ب- المضمون التربوي للأفكار المتغيرة.

<<  <   >  >>