يستفيد منها يبدأ في قراءتها قراءة مستوعبة فاحصة ينفذ إلى أعماق موضوعه، وحتى تحقق قراءته وتدوينه المادة الغاية منها في وقت مناسب؛ لا بد له من اتباع الخطوات الآتية:
١- يراجع فهرس الكتاب الذي بين يديه ويحدد ماله صلة ببحثه، وقد تسترعي انتباهه موضوعات طريفة وجذابة لا صلة لها بموضوعه، وقد يشده ميله ورغبته إلى مطالعتها؛ فليدعها في هذه المرحلة وليسجل ملاحظة حولها في دفتر صغير. ويقتصر فقط في هذه المرحلة على ماله صلة بموضوعه كيلا يضيع وقته، وتبدو أهمية هذه الملاحظة جلية واضحة وحتْميَّة إذا كان الباحث مطالبًا بتقديم بحثه في فترة زمنية محددة، كما في الأبحاث الجامعية في السنوات الانتقالية، أو رسائل الإجازات الجامعية ورسائل الماجستير والدكتوراه؛ فيوجه كل طاقته ووقته لموضوعه، وأما الموضوعات الأخرى التي سجل ملاحظات حولها فيطالعها بعد إنجاز بحثه.
٢- يقرأ كل ماله صلة بموضوعه قراءة واعية مستوعبة، يفهم خلالها جميع مايطالعه، وقد يحتاج إلى قراءة نص أوفقرة عدة مرات حتى يحسن الربط بينها وبين ما يسبقها ويلحقها من الأفكار.
٣- يكتب الباحث ما يستجيده وما يراه مناسبًا لبحثه في جزازات مناسبة "بطاقات" من حجم واحد؛ غالبًا ما تكون من مقياس "١٠×١٤" سم أو نحو ذلك. ولا يخرج التدوين في البطاقات عن النقل الحرفي أو الاختصار والتلخيص. ففي النقل الحرفي إذا كان النص صغيرًا ينقله على بطاقة، أما إذا كان كبيرًا يتجاوز صفحة، أو عدة بطاقات؛ فإن كان الكتاب في متناول يده، ويسهل عليه الرجوع إليه يكتب على بطاقة فكرة موجزة عن النص ويُدوِّن فيها اسم الكتاب