الباحث جهدًا، ويلقى مشقة لا يعانيهما من وقف على المصادر الكثيرة، وإن كان الأمر في كُل لا يخلو من كَدٍّ وجهد ومشقة.
لكل هذا رأينا من واجبنا أن نزود الطالب بمعرفة أهم المصادر التي يحتاج إليها في علوم الإسلام والعربية، وتاريخ الإسلام وحضارته، وما يلحق بهذا من الموسوعات والمعاجم؛ لتكون بين يديه مفتاحا للمعرفة، وطريقًا إلى البحث العلمي المثمر، ولم نقصد من كثرة المصادر والمراجع المذكورة في هذا الفصل إرهاق الطالب بحفظها واستظهارها؛ وإنما قصدنا أن يقف عليها لتتحرك في نفسه الروح العلمية، ويسرع إلى المطالعة والاستفادة منها؛ ذلك لأن طريق بناء الشخصية العلمية هو التزود الدائم بزاد العقل والروح، والتطلع إلى المزيد من الاطلاع والمعرفة مع التعمق في البحث، وسَبْرِ أَغْوَارِهِ وأعماقه، وأصوله وجوانبه، والوقوف على كل جديد، والسعي إلى التخصص، الذي هو سمة هذا العصر، كما كان سمة بارزة لعلماء المسلمين في عصور الإسلام الذهبية، وإذا كان العلم بحرًا واسعًا لا يدرك مداه ولا منتهاه؛ فإن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
وفي نظري أن مرحلة الشباب، ومرحلة الدراسة الثانوية والجامعية من أعظم مراحل بناء الشخصية العلمية الفذة في الطالب؛ فلا بد لنا من أن ننتهز هذه الفرصة ولا نضيعها من سني حياتنا، ونسعى جهدنا للتزود بالمعرفة العلمية المنهجية؛ لما لذلك من الأثر البعيد في بناء الفرد والجماعة، ولما يترتب على ذلك من نهضة علمية ننتظرها على سواعد شبابنا المؤمن، ونعقد الآمال عليها فنقيم حضارة على الإسلام، ونسهم في بناء الإنسانية كما أسهم سلفنا بقسط وافر لا تغيب عنه الشمس، ونعيد لأمتنا مجدها العلمي وحضارتها التليدة.