وقد ذكرت في كل مبحث من مباحث هذا الفصل أهم وأشهر المصادر في بابها، ولم أقصد استيعاب جميع ما صُنِّف في كل علم بل اكتفيت بذكر بعضه، وأوجزت في تقويم الكتب والتعريف بها خشية الإطالة، وراعيت في سرد المصنفات التسلسل التاريخي ليقف القارئ على تدرج التصنيف في العلوم المذكورة.
وقبل أن نشرع بذكر أهم المصادر والمراجع نرى من المناسب أن نُعَرِّف كُلَّا منهما:
فالمَصْدَر: هو كل كتاب تناول موضوعًا وعالجه معالجة شاملة عميقة، أو هو كل كتاب يبحث في علم من العلوم على وجه الشمول والتعمق بحيث يصبح أصلًا لا يمكن لباحث في ذلك العلم الاستغناء عنه؛ فالجامع الصحيح للبخاري، وصحيح مسلم هما أصلان ومصدران في الحديث النبوي؛ بينما تُعَدُّ كتب الأحاديث المختارة كالأربعين النووية من المراجع في ذلك. وكتاب الكامل للمبرد، وصبح الأعشى للقلقشندي أصول ومصادر في الأدب، وغيرها مما أخذ عنها مراجع. ومثل هذا نقول في تاريخ الطبري وسيرة ابن هشام كلها أصول ومصادر في بابها وما اقتبس أو استمد منها مرجع في بابه.
ومن ثَمَّ كان المَرْجِع الكتاب الذي يستقي من غيره؛ فيتناول موضوعًا أو جانبًا من موضوع فيبحث في دقائق مسائله ومقاصده.
وبعض العلماء لا يفرق بين المصدر والمرجع فيجعلهما مترادفين. ولا بأس في ذلك؛ لأن هذا مجرد اصطلاح ولا مشاحة في الاصطلاحات.