للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطبري: للإمام المفسر المؤرخ المحدث أبي جعفر محمد بن جرير الطبري نسبة إلى طبرستان "٢٢٤ - ٣١٠هـ" وهو أوثق وأقدم ما دون في التفسير بالمأثور١،


= الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه، وحكمه "انظر الإتقان في علوم القرآن ص١٧٤ ج٢" "وقارن بالتفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي ص١٣ ج١ وما بعدها".
وقد نزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين؛ فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يبين أحكامه فيفصل مجمله، ويقيد مطلقه، ويخصص عامَّه؛ ذلك لأن السُّنَّة هي المبينة الشارحة لكتاب الله عز وجل قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤] "انظر كتابنا السنة قبل التدوين ص٢٣ وما بعدها" فتفسير القرآن الكريم كان جنبًا إلى جنب مع نزوله، وكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين القرآن الكريم لأصحابه في حياته؛ فقد تولى علماء الصحابة بيانه للتابعين، وقد اشتهر من الصحابة في التفسير عبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وأُبي بن كعب، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، وتخرج في حلقات الصحابة كبار التابعين الذين اشتهروا في التفسير أيضا كسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر وعطاه بن أبي رباح وقتادة بن دعامة السدوسي وغيرهم رحمهم الله. وتتالى العلماء بعدهم في مختلف العصور يُتَمِّمُون ما بدأ به السابقون، ويستوعبون ما فاتهم على مناهج مختلفة في التفسير كلها تتغيا بيان القرآن الكريم والوقوف على أسراره، وقد وصلتنا ثروة علمية عظيمة في هذا الميدان، سوى ما فقد من مؤلفات الأقدمين في القرن الهجري الثاني، ومن أقدم ما سلم من نوائب الدهر وعاديات الزمن من التفاسير وبقي إلى عصرنا تفسير قتادة بن دعامة السدوسي "المتوفى سنة ١١٨هـ"، توجد نسخة مصورة عنه في خزانة المخطوطات بدار الكتب المصرية.
١ المقصود بالتفسير المأثور هو كل ما ثبت بالنقل من بيان لآيات الله تعالى بآيات من القرآن الكريم "وهو تفسير القرآن بالقرآن". أو ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من تفسير لآيات القرآن =

<<  <   >  >>