وفي نشأة التفسير اعتمد الصحابة في تفسير القرآن الكريم وبيانه ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اجتهد بعضهم في تفسير مالم يرد فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم تفسير، وفي عصر التابعين نقل التابعون ما رُوِي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة، واجتهد بعضهم في بيان مالم يَرِدْ فيه شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهكذا فعل أتباع التابعين وتبعهم حتى عظم التفسير، وكان رجال الحديث هم المرجع في هذا لأنهم حفظوا بالأسانيد ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين، وإنك لترى فيما نقل إلينا من كتب الحديث أبوابًا خاصة بالتفسير، ثم استقل تدوين التفسير استقلالًا تامًَّا عن كتب الحديث واشتهر فيه رجاله وفرسانه وعرفت مناهجهم وألوان تفاسيرهم؛ فكان التفسير بالرأي، والتفسير الفقهي وتفاسير بعض الفرق الإسلامية، وغير ذلك وسنذكر من المصادر والمراجع بعض هذه الأنواع ونشير إليها في مواضعها. ١ انظر الإتقان في علوم القرآن ص١٩٠ ج٢ والتفسير والمفسرون ص٢٠٨ ج١. ٢ طبع هذا الكتاب في ثلاثين جزءًا في أحد عشر مجلدا، وكانت الطبعة الأولى سنة ١٣٢٣هـ بالمطبعة الكبرى الأميرية ببولاق في مصر كما =