للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- معالم التنزيل:

للمحدث الفقيه المفسر أبي محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوي الشافعي "المتوفى سنة ٥١٠هـ". وصف الخازن هذا التفسير في مقدمة تفسيره بأنه "من أَجَلِّ المصنفات في علم التفسير وأعلاها، وأنبلها وأسناها، جامع للصحيح من الأقاويل، عار عن الشبه والتصحيف والتبديل، محلى بالأحاديث النبوية، مطرز


= طبع في ثلاثين جزءًا كبيرًا مرتين بشركة مصطفى البابي الحلبي. كانت الثانية منهما سنة "١٣٧١هـ - ١٩٥٤م" ثم شرع الأستاذ الكبير محمود محمد شاكر -مد الله في عمره- بتحقيق هذا الكتاب العظيم تحقيقا علميا دقيقا، بعد أن تبين له أن ما طبع من تفسير الطبري كان فيه خطأ كثير وتصحيف وتحريف، وأن من نقل عنه من القدامى تخطوا بعض تلك التصحيفات، فتبين له أن التصحيف قديم في المخطوطات، فرأى من الواجب أن يصدر هذا التفسير وينشر على وجه علمي دقيق، فتولى النظر في أصوله المخطوطة والمطبوعة، وراجعه على كتب التفسير التي نقلت عنه وصحح نص الكتاب وعلق عليه، وبين ما استغلق من عبارته. وشرح شواهده الشعرية، ولم يَأْلُ جهدا في خدمة الكتاب والرجوع إلى كل مصدر يساعد على تقويم العبارة وتصحيح النص، وما يلحق بهذا كما رجع إلى المصادر الأساسية في الأمور اللُّغَوِيَّة والنَّحْوِيَّة.. وغير ذلك، وبين طريقة الطبري في الاستدلال ببعض الروايات عن أهل التوراة والإنجيل، وأنه لم يعتمد ذلك لتهيمن على كتابه، بل لم تَعْدُ مقام الاستدلال بالشعر القديم على فهم معنى كلمة أو للدلالة على سياق جملة وألحق بكل جزء من أجزاء الكتاب عدة فهارس تسهل الرجوع إليه والاستفادة منه، وقد شارك الأستاذ أحمد محمد شاكر رحمه الله أخاه الأستاذ محمود في خدمة هذا الكتاب فنظر في أسانيده، وخرَّج أحاديثه وراجع بعض أجزائه، وبهذا العمل قدَّما خدمة للمكتبة الإسلامية وللمسلمين ينوء بعبئها غيرهما جزاهما الله خير الجزاء وقد صدر من الكتاب من سنة ١٣٧٤ حتى ١٣٨٩هـ أربعة عشر جزءا ضخما "حتى آخر سورة التوبة"، وصدر بعدها الجزآن ١٥و ١٦، سدد الله خطوات الأستاذ محمود وأعانه على إتمام ما بدأ به.

<<  <   >  >>