للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مراجعة ذلك في أصوله. هذا إلى جانب الفوائد العلمية الكثيرة، والتحقيقات الدقيقة التي ضمنها تفسيره؛ فغدا هذا السِّفْر العظيم من أجمع وأعمق مادُوِّن في تفسير القرآن الكريم. وقد طبع في سبعة عشر جزءًا متوسطًا سنة "١٣٧٦ - ١٣٨٠هـ" بمصر، وأشرف على طبعه وعزو آياته وأحاديثه محمد فؤاد عبد الباقي.

١٠- في ظلال القرآن:

للكاتب الإسلامي الكبير سيد قطب "١٩٠٦ - ١٩٦٦م"رحمه الله، إنه لون جديد من التفسير، ومنهج فريد، جمع بين المنقول والمعقول، بأسلوب شائق جذاب يتدفق من قلب استشعر مقاصد القرآن الكريم وغاياته، وأحسن الربط بين سوره وآياته، وفكر غاص على دقائقه ولآلئه؛ فتمثل القرآن الكريم وحاول أن يسطر ما خالج نفسه وروحه١؛ لهذا قد تختلف الآراء في إلحاق


١ قال سيد قطب في مقدمة تفسيره:"في ظلال القرآن، عنوان لم أتكلفه؛ فهو حقيقة عشتها في الحياة؛ فبين الحين والحين كنت أجد في نفسي رغبة خفية في أن أعيش في ظل القرآن فترة، أستروح فيها مالًا أستروحه في ظل سواه. فترة تصلني بالسماء، وتفتح لي فيها نوافذ مضيئة وكوى مشعة، وهي في الوقت ذاته تثبت قدمي في الأرض، وتشعرني أني أقف على أرض صلبة، لا تدنسها الأوحال، ولا تزل فيها الأقدام. وكانت تعن لي في هذه الجولات خواطر متناثرة، خواطر في العقيدة، وخواطر في النفس، وخواطر في الحياة، وخواطر في الناس. كنت أكتفي بأن أعيشها ولا أسجلها؛ فقد كان حسبي أن أعيش هذه اللحظات في تلك الظلال؛ فلما أن صدرت "المسلمون" وكان علي أن أشترك في تحريرها بمقال شهري، ووَدَّ صاحبها الصديق أن لو كان هذا المقال في موضوع مسلسل، أو تحت عنوان دائم ... قفز إلى ذهني هذا العنوان "في ظلال القرآن"، ووددت لو سجلت هذه الخواطر التي تتوارد علي أحيانًا وأنا أحيا في ظل القرآن؛ ذلك مبدأ القصة ثم طمحت الرغبة، وامتد الأفق إلى محاولة أخرى. ماذا لو عشت فترات في ظل هذا القرآن كله؛ فسجلت كل ما يخالج نفسي، وأنا أستروح هذا الجو العلوي الطليق؟ إنه ليكون كسبًا لا يعدله كسب لروحي أَوَّلًا ولذاتي، وربما شاركني فيه الناس؛ إذا أنا جمعته لهم في كتاب. ووفق الله وسرت في هذا...." مقدمة في ظلال القرآن الطبعة الثانية وقارن بمقدمة الطبعة الخامسة.

<<  <   >  >>