للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا التفسير بمنهج من مناهج التفسير المعروفة، وقد ذكر سيد قطب رحمه الله في مقدمته ما يدل على هذا فقال: "وبعد فقد يرى فريق من قراء هذه "الظلال" أنها لون من تفسير القرآن، وقد يرى فريق آخر أنها عرض للمبادئ العامة للإسلام كما جاء بها القرآن، وقد يرى فريق ثالث أنها محاولة لشرح ذلك الدستور الإلهي في الحياة والمجتمع، وبيان الحكمة في ذلك الدستور، أما أنا فلم أعتمد شيئًا من هذا كله، وما جاوزت أن أسجل خواطري، وأنا أحيا في تلك الظلال.

كل ما حاولته ألا أغرق نفسي في بحوث لغوية أو كلامية أو فقهية، تحجب القرآن عن روحي، وتحجب روحي عن القرآن. وما استطردت إلى غير ما يوحيه النص القرآني ذاته من خاطرة روحية أو اجتماعية أو إنسانية، وما أحفل القرآن بهذه الإيحاءات.

كذلك حاولت أن أُعَبِّر عما خالج نفسي من إحساس بالجمال الفني العجيب في هذا الكتاب المعجز، ومن شعور بالتناسق في التعبير والتصوير، ولقد كانت هذه إحدى أماني منذ أن فرغت من كتاب "التصوير الفني في القرآن" قبل ثمانية أعوام -"أي نحو عام ١٣٦٤هـ"- وسجلت فيه ما بدا لي واضحًا يومذاك: أن التصوير هو القاعدة الواضحة في التعبير القرآني الجميل. كانت إحدى أماني أن يوفقني الله إلى عرض القرآن في هذا الضوء. ثم كمنت هذه الرغبة أو

<<  <   >  >>