للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

توارت؛ حتى ظهرت مرة أخرى في هذه الظلال. ولقد سرت في هذا العمل الجديد على أساس عرض كل مجموعة من الآيات التي يربط بينها سبب خاص، ويظللها ظل خاص، في صورة درس قرآني، وقد تكون هذا الآيات ربعًا من القرآن أو أقل أو أكثر، لم أتقيد بهذا على وجه الدقة؛ إنما تقيدت فقط بأن يكون كل "جزء" من أجزاء القرآن الثلاثين في جزء من هذه السلسلة"..

ويسعنا أن نقول بإيجاز: إن سيد قطب عرض الإسلام من خلال تفسير القرآن الكريم عرضًا واضحًا شاملًا لعقيدته، وشريعته، وأخلاقه ومقاصده وغاياته، وبَيَّن انعكاس ذلك وآثاره في الفكر والوجدان والسلوك في جميع مناحي الحياة الفردية والاجتماعية، وجوانبها المختلفة وأحوالها المتعددة المتبدلة، وأَمَدَّ القارئ بالنماذج التطبيقية الخالدة. وقد جمع الكاتب في تفسيره بين عمق البحث وأصالته وشموله، ورشاقة الأسلوب وجمال العرض والتعبير وكان هذا سبب انتشاره واشتهاره بين العامة والخاصة؛ حتى إنه طبع ست مرات في ثلاثين جزءًا متوسطًا.

١١- التفسير الحديث:

للكاتب الإسلامي المعاصر محمد عزة دروزة، عرض في كتابه هذا لتفسير القرآن الكريم حسب أسباب النزول وزمانها، قال في مقدمة كتابه: ولقد رأينا أن نجعل ترتيب التفسير وفق ترتيب نزول السورة؛ بحيث تكون أولى السور المفسرة سورة العلق ثم القلم، ثم المزمل إلى أن تنتهي السور المكية، ثم سورة البقرة؛ فسورة الأنفال إلى أن تنتهي السور المدنية؛ لأننا رأينا هذا يتسق مع المنهج الذي اعتقدنا أنه الأفضل لفهم القرآن وخدمته؛ إذ بذلك يمكن متابعة السيرة النبوية زمنًا بعد زمن، كما يمكن متابعة أطوار التنزيل ومراحله بشكل أوضح وأدق، وبهذا وذاك يندمج

<<  <   >  >>