للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القارئ في جَوِّ نزول القرآن وجو ظروفه ومناسباته ومداه، ومفهوماته، وتتجلى له حكمة التنزيل.

وقد قلبنا وجوه الرأي حول هذه الطريقة، وتساءلنا عَمَّا إذا كان فيها مساس بقدسية المصحف المتداول؛ فانتهى بنا الرأي إلى القرار عليها؛ لأن التفسير ليس مصحفًا للتلاوة من جهة، وهو عمل فني أو علمي من جهة ثانية، ولأن تفسير كل سورة يصح أن يكون عملًا مستقلًا بذاته، لا صلة له بترتيب المصحف، وليس من شأنه أن يَمَسَّ قدسية ترتيبه من جهة ثالثة.

ولقد أُثِرَ عن علماء أعلام، قدماء ومحدثين تفسيرات لوحدات وسور قرآنية، ولم نر نقدا لهذا أو ذاك؛ مما جعلنا نرى السير على هذه الطريقة سائغًا؛ لا سيما والقصد منه خدمة القرآن بطريقة تكون أكثر نفعًا، وليس هو الانحراف والشذوذ والله أعلم بالنيات"١.

ومنهجه في تفسيره أن يقدم للسورة بتعريف موجز يبين فيه الخطوط الكبرى التي تدور حولها السورة، وأهم ما امتازت به، وترتيب نزولها، وما فيها من مكي ومدني، ثم يورد المجموعة التي سيفسرها، وقد تكون من آيات كثيرة أو قليلة، تشكل وحدة موضوعية يصح الوقوف عندها من حيث المعنى والسياق، ثم يشرح كلماتها الغريبة شرحًا موجزًا، ويبين مدلول الجملة بعيدا عن الاستطرادات اللغوية، وقد يستغنى عن الشرح مكتفيًا ببيان الهدف والمدلول إذا كانت عبارة الجملة واضحة نظمًا ولغة. ويشير بإيجاز إلى ما روي في مناسبة نزول الآيات، ويكشف عما تحتويه من أحكام ومبادئ، ويربط ما دار حول المجموعة المفسرة من صور ومشاهد من


١ التفسير الحديث ج١ ص٨ - ٩

<<  <   >  >>