للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السيرة النبوية؛ لأن مثل هذا الربط له أثره البعيد في بيان سير الدعوة، وكثيرًا ما يكشف عن صلة ما يرد في القرآن الكريم -من قصص أو ترغيب أو ترهيب- بالمبادئ والأهداف، ولا يقتصر في بيان القرآن بالقرآن كلما استطاع إلى هذا سبيلًا، ونراه يضع عناوين للموضوعات والتعليقات الهامة التي يتناولها في شرحه وبيانه. ونستطيع أن نقول: إنه حاول أن يعرض الإسلام وسير الدعوة إلى الله عز وجل من خلال القرآن الكريم، طيلة زمن التنزيل الذي استغرق ثلاثة وعشرين عامًا، طبع هذا التفسير في اثني عشر جزءًا وسطًا بين سنتي "١٣٨١ - ١٣٨٣هـ / ١٩٦٢ - ١٩٦٤م". في دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة.

وكان الأستاذ محمد عزة دروزة قد نشر كتابه "اليهود في القرآن" قديمًا، وصدر له حديثًا كتاب "القرآن والمبشرون" يَرُدُّ فيه على بعض المفاهيم المنحرفة لبعض المبشرين ويوضح الحق بالقرآن.

كما يطبع أيضًا "القرآن والملحدون" يفند فيه بعض شبهات بعض الملاحد تفنيدًا علميًا، ويبرز وجه الحق لا شية فيه.

وإذا انتهى بنا المطاف عند هذا القدر من أمهات كتب التفسير بالمعقول؛ فلا بد لنا من أن ننوه بأن هناك مؤلفات كثيرة لم نذكرها مخافة الإطالة على القارئ، ولم نضرب عن ذكرها لغير ذلك، وهي جليلة وكثيرة، كتفسير البيضاوي١،


١ المسمى بـ "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" لقاضي القضاة ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي الشافعي المتوفى سنة "٦٩١هـ" وقيل غير ذلك. وهو تفسير جليل جمع بين التفسير والتأويل على أصول اللغة العربية، وقرر فيه الأدلة على منهاج أهل السنة والجماعة، وقد استفاد من كتب السابقين وخاصة الكشاف، وتجنب ما فيه من الآراء الاعتزالية كما استفاد من تفسير الرازي والراغب الأصفهاني، وما جاء عن الصحابة والتابعين، فأحسن الجمع والعرض، والكشف عن أسرار القرآن الكريم وآياته. وختم كل سورة بما يروى في فضلها من الأحاديث. وما يترتب على قراءتها من الأجر والثواب؛ غير أنه لم يتحر فيها الصحيح؛ بل ذكر الضعيف والموضوع. ومع هذا كله فالكتاب جيد دقيق جامع لكثير من العلوم والمعارف. لقي القبول من العامة والخاصة وحظي بعناية بعض العلماء الذين وضعوا عليه عدة حواش كحاشية الشهاب الخفاجي وحاشية سعدي أفندي وغيرهما طبع الكتاب عدة مرات، كما طبع على هامش تفسير الخطيب الشربيني بالمطبعة الخيرية بمصر.

<<  <   >  >>