للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشربيني١، وتفسير أبي السعود٢، وتفسير الآلوسي٣ وغيرها.


١ المسمى بـ "السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير" للإمام شمس الدين محمد بن محمد الشربيني القاهري الشافعي الخطيب، "- ٩٧٧هـ" استفاد الخطيب من مصنفات من سبقه، واقتصر في تفسيره على أرجح الأقوال، وإعراب ما يحتاج إليه، وذكر أن ما يذكره من القراءات في تفسيره؛ فهو من القراءات السبع المشهورة، وضمنه الأحاديث الصحاح والحسان ونبه إلى الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي استشهد بها بعض السابقين في فضائل السور، وما يكتب لقارئها من الأجر؛ فنراه يتعقب الزمخشري والبيضاوي فيما ذكراه من الأحاديث الموضوعة في فضائل السور؛ إلا أنه وإن أَقَلَّ من ذكر الإسرائيليات؛ لكنه لم يعقب على بعضها، ولم يقصر في بيان مذاهب الفقهاء وذكر أدلتهم. وكان معتدلًا في ذلك، وقد اعتنى إلى جانب هذا بذكر المناسبات بين السور والآيات وبتقرير الأدلة وتوجيهها. طبع الكتاب في أربعة أجزاء كبيرة، وهو مشهور متداول بين أهل العلم، وطبع على هامشه تفسير البيضاوي.
٢ وهو الموسوم بـ "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم" المشهور بِكُنْيَةِ مؤلفه، وهو أبو السعود محمد بن محمد مصطفى العمادي الحنفي "٨٩٣ - ٩٨٢هـ"، أحد كبار علماء تركيا ومفتيها، استفاد أبو السعود من مؤلفات من سبقه وأخذ لبابها، وترك حشوها؛ فكان من أحسن التفاسير، قال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في تفسير أبي السعود: "تفسير رائع ممتاز، يستهويك حسن تعبيره، ويروقك سلامة تفكيره، ويروعك ما أخذ نفسه من تجلية بلاغة القرآن، والعناية بهذه الناحية المهمة في بيان إعجازه مع سلامة في الذوق، وتوفيق في التطبيق، ومحافظة على عقائد أهل السنة، وبعد عن الحشو والتطويل" عن مناهل العرفان ص٥٣٥ - ٥٣٦ طبع هذا التفسير مرارًا في خمسة أجزاء.
٣ واسم هذا التفسير "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" للعلامة المحقق شهاب الدين محمد الآلوسي البغدادي مفتي بغداد "١٢١٧ - ١٢٧٠هـ"، وهذا التفسير من أَجَلِّ التفاسير وأوسعها وأجمها، جمع بين المنقول والمعقول، وأعطى كل بحث حقه من البيان والإيضاح، يبين أسباب النزول والمناسبات بين السور، والمناسبات بين الآيات، ويذكر وجوه القراءات المتواترة وغير المتواترة، كما اهتم بالمسائل الكونية حين فسر الآيات الكونية، وبين وجوه الإعراب وما له صلة بالصناعة النحوية ولم يترك آية من آيات الأحكام؛ إلا بين فيها مذاهب الفقهاء وأدلتهم بروح علمية بعيدة عن التعصب، كما أنه لم يسكت عن أقوال المخالفين لأهل السنة؛ بل فندها وبين وجه الحق، وتتبع الروايات المنكرة والموضوعة وبين زيفها، فخرج كتابه موسوعة علمية تفسيرية قيمة، وإلى جانب هذا لم يفت الإمام الآلوسي أن يبين ما يفهم من النصوص من طريق الإشارة؛ فبعد أن يفرغ من الكلام عن كل ما يتعلق بظاهر الآيات يتكلم عن التفسير الإشاري فيها. طبع الكتاب في ثلاثين جزءًا في المطبعة المنيرية بمصر.

<<  <   >  >>