للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النيسابوري١. .... وتفسير الجلالين٢، وتفسير الخطيب


١ للإمام الحافظ المفسر المقرئ نظام الدين الحسن بن محمد الحسين الخراساني النيسابوري المتوفى في القرن الثامن من الهجرة، المسمى بـ "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" اختصر النيسابوري في كتابه هذا تفسير الفخر الرازي وهَذَّبَه، كما ضم إليه بعض ما جاء في تفسير الزمخشري وغيره من كتب السابقين. إلى جانب ما ثبت عنده من مرويات الصحابة والتابعين. وأعمل الفكر في كل هذا وعرضه بأسلوب سهل، وعبارة مشرقة، وحقق كثيرًا من المسائل واستدرك فيها على الرازي كما استدرك على الزمخشري، واعتنى بذكر القراءات ونسبتها إلى أصحابها، ويذكر الوقوف وتعليل كل وقف منها، كما يذكر المناسبات بين الآيات وبين السابق واللاحق، واعتنى إلى جانب كل هذا بالأحكام الفقهية، وفصل المذاهب وذكر أدلتها، ولم يَفُتْهُ بعد الانتهاء من تفسير آية أو عدة آيات أن يذكر كثيرًا من الترغيب والترهيب مما يفتح الله به عليه، وهنا تتجلى النزعة الصوفية للإمام النيسابوري رحمه الله. وقد أشار النيسابوري في آخر تفسيره إلى ما جاء في كتابه وإلى المصادر التي استقى منها وهي كثيرة أصيلة في التفسير واللغة وأسباب النزول والفقه والتأويل وغير ذلك؛ فكان كتابه جامعًا لدرر السابقين؛ خاليًا من الحشو ومما لا صلة له بالتفسير. طبع على هامش تفسير ابن جرير الطبري.
٢ اشترك في تصنيف هذا التفسير الإمام جلال الدين السيوطي أحمد المحلي الشافعي "٧٩١ - ٨٦٤هـ"، والإمام جلال الدين السيوطي "٨٤٩ - ٩١١هـ"؛ فقد بدأ المحلي التفسير من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس، ثم فسر سورة الفاتحة، واخترمته المنية قبل أن يتم تفسير القرآن الكريم، وجاء الإمام السيوطي بعده، فَأَتَمَّ تفسير ما لم يفسره المحلي؛ فابتدأ بتفسير سورة البقرة، وانتهى عند آخر سورة الإسراء على منهاج الإمام المحلي، وبهذا أكمل هذا التفسير بجهدي إمامين كبيرين من أئمة القرن التاسع؛ فكان تفسيرهما لطيفًا موجزًا اعتمد فيه المحلي والسيوطي أرجح الأقوال في التفسير، ونبه كل مهما على القراءات المختلفة والمشهورة، وأعربا ما يحتاج إلى إعراب؛ فكان تفسيرًا مختصرًا جامعًا شاملًا لكل ما يحتاج إليه فهم الآيات الكريمة، ومن ثم كثر انتشاره، وعمت فائدته، وتداوله العامة والخاصة، وطبع مرارًا كثيرة، وحظي بعدة حواش. أشهرها حاشية الجمل، وحاشية الصاوي.

<<  <   >  >>