للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يخرجها إلا عمن ثبت عنده صدقه وديانته، دون من طعن في أمانته، ودقق في متون كتابه، كما محص في رجاله١. ومن ثم حق له أن يقول لابنه عبد الله:"احتفظ بهذا المسند؛ فإنه سيكون للناس إمامًا".

طبع هذا السفر الضخم في ست مجلدات وطبع على هامشه كنز العمال بمصر سنة "١٣١٣هـ"، كما طبع في الهند، وكان من الضروري أن يحقق الكتاب وتخرج أحاديثه؛ فنهض لهذا العمل الفذ الشيخ أحمد محمد شاكر أحد علماء الحديث في مصر في هذا العصر؛ فخرج أحاديث الكتاب ورقمها، وجعل له فهارس للموضوعات، وخدم المسند خدمة علمية جليلة بتعليقاته القيمة، وردوده لبعض الشبهات في بعض المواطن منه، وقد طبع من هذا الكتاب خمسة عشر جزءا وسطا تقارب ثلث الأصل؛ غير أن المنية اخترمته قبل أن يتمه رحمه الله٢.

وحري بنا هنا أن نذكر كتاب "الكواكب الدراري في ترتيب مسند أحمد على أبواب البخاري" لعلي بن حسن بن عروة الحنبلي "٧٥٨ - ٨٣٧هـ" وهو كتاب قيم كبير، يعد من نوادر الكنوز العلمية التي تركها لنا السلف.

ولا بد من الإشارة هنا إلى ما قام به فضيلة الشيخ أحمد بن


١ انظر مسند أحمد بتحقيق الشيخ شاكر ص٢٤ - ٢٥ ج١.
٢ والمطالع للمسند يرى الشيخ أحمد رحمه الله قد أنجز من المسند تحقيقًا وتخريجًا وضبطًا أكثر مما طبع؛ فكثيرًا ما يذكر أن الحديث "سيرد في رقم كذا وكذا" بعد مئات أو آلاف الأحاديث مما لم يطبع، وعدة الأحاديث المطبوعة من الكتاب المحقق "٨٠٩٩" وهي أقل من ثلث الكتاب. قارن صفحة ٢٤٥ ج ١٥ من الكتاب المحقق بالصفحة ٣١٢ ج٢ من المسند طبعة المطبعة الميمنية بمصر.

<<  <   >  >>