للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاتك المتوفى سنة ٤٨٠هـ أحد أعيان أمراء مصر وعلمائها مكتبة قيمة في العلوم الرياضية والحكمية وغيرها.. وكان للخليفة الناصر لدين الله ٦٢٢هـ مكتبة كبيرة جدا، كما كان للخيلفة المستعصم بالله ٦٥٦هـ مكتبة ضخمة في داره فيها نفائس الكتب في مختلف العلوم١.

ولم تكن المكتبات في مشرق الدولة الإسلامية ومغربها مقصورة على أولي الأمر من الخلفاء والأمراء والوزراء، بل اهتم العلماء وطلاب العلم بالكتب وبتأسيس المكتبات اهتماما منقطع النظير، وقد وقف كثير من العلماء كتبهم على طلاب العلم، حتى أن الإمام الحافظ أبا حاتم محمد بن حبان البستي ٣٥٤هـ وضع مؤلفاته الكثيرة في داز خاصة في بلدة بست وجعلها لأهل العلم٢.

ولم يقتصر النشاط العلمي وقاتناء الكتب وإنشاء المكتبات على الخلفاء والأمراء والوزراء والعلماء وطلاب العلم٣، بل تعداهم إلى


١ انظر دراسات في الحضارة الإسلامية ج٤ ص ١٩٤ وما بعدها.
٢ انظر ترجمة ابن حبان في تذكرة الحفاظ ص ١٢٥ ج٣، وفي طبقات السبكي ١٤١ج٢. وانظر بحثنا ابن حبان في الديليل البيليوجرافي للقيم الثقافية العربية ص ١١٧ مطبوعات مركز تبادل القيم الثقافية بالقاهرة سنة ١٩٦٥م.
٣ وكانت كتب العلماء وطلاب العلم عزيزة عليهم يحرصون عليها حرصهم على أرواحهم. وكانوا لا يخرجونها من ايديهم غلا إذا دعت الضرورات الملحة إلى ذلك، وإن شعر المؤدب إبي الحسن علي بن أحمد الفالي يؤكد هذه الحقيقة، فقد اشترى الشريف المرتضى من الفالي كتاب الحميرة بستين دينارا، فغذا عليها للفالي هذه الأبيات:
انست بها عشرين حولا وبعتها ... لقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن لضعف وافتقار وصبية ... صغار عليهم تستهل شؤوني
صغار عليهم تستهل شؤوني ... كرائم من رب بهن ضنين
سير أعلام النبلاء ج١١ قسم ٢ ص ١٥٩ - ١٦٠. ومعجم البلدان فاله.

<<  <   >  >>