للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نهج في ترتيبه منهج لسان العرب، طبع في أربعة أجزاء طبعته الخامسة سنة "١٣٧٣هـ - ١٩٥٤م". المكتبة التجارية بالقاهرة.

وقد شرح العلامة المرتضى محمد بن محمد الحسيني الزبيدي "١١٤٥- ١٢٠٥هـ" القاموس المحيط وضمنه الشواهد، واستدرك عليه في معجمه المشهور "تاج العروس" الذي يعد بحق كنزا من كنوز العربية. وقد طبع في عشرة أجزاء سنة ١٣٠٦ بمصر.

٤- أساس البلاغة:

لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري "٤٦٧ - ٥٣٨هـ" صاحب تفسير الكشاف المشهور. ذكر الزمخشري في معجمه معاني الألفاظ على حقيقتها، واهتم بذكر المعاني المجازية بعد ذلك، وهو يكتفي بذكر الأفصح من لغات العرب؛ فيبين المعنى الحقيقي، ثم يبين في فقرة تليها المعنى المجازي. وكثيرًا ما يستشهد بالشعر وبالنصوص الأدبية الرفيعة؛ مبينًا المراد من التعبير والتركيب؛ فلم يقف عند حدود اللفظة وبيان معناها؛ بل تعدى هذا إلى استعمالها في كلام العرب من باب الحقيقة والمجاز، وقد أراد بهذا بيان روعة بلاغة القرآن، والكشف عن سر إعجازه، ببيان ما وراء حقيقة الألفاظ من مجاز. وقد بين هذا في قوله "ومن خصائص هذا الكتاب تأسيس قوانين فصل الخطاب والكلام والفصيح، بإفراد المجاز عن الحقيقة، والكتابة عن التصريح"١. وعلى هذا فإن الزمخشري لم يحاول


١ انظر أساس البلاغة ص ن من المقدمة.
مثال مما جاء في كتابه في "أنق" قال: هو شبه الأنوق، في القدر والموق. وهذا شيء أنيق وآنق ومونق. ورأيت له حسنًا وأنقًا وبهاءً ورونقًا. وقد آنقنى بحسنه. وقد أنقت به أي أعجبت، ولي به أنق. وتأنق في الروضة: وقع فيها متتبعًا لما يونقه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه: إذا وقعت في آل حم، وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن ... ومن المجاز: تأنق في عمله وفي كلامه: إذا فعل فعل المتأنق في الرياض، من تتبع الآنق والأحسن.
وفي "قلم" قال: قَلَمَ الظفر، وقلم الأظفار بالقلمين وهما الجلمان، ولم يغن عني قلامة ظفر ... وألقوا أقلامهم: أحالوا أزلامهم. ومن المجاز: فلان مقلوم الظفر: ضعيف.
وفي "نشر" قال: نشر الثوب والكتاب، ونشر الثياب والكتب.... "وانتشروا في الأرض": تفرقوا ... ومن المجاز: نشر الله الموتى نشرا وأنشرهم فنشروا نشورا وانتشروا، وأنشر الله الرياح. ونشرت الأرض، وأرض ناشرة. وظهر نشرها إذا أصابها الربيع فأنبتت ...

<<  <   >  >>