وإخراجه، بما ينير السبيل للباحثين ويساعدهم في إعداد أبحاثهم، ويوفر لهم وقتهم وطاقتهم.
وأما الفصل الثالث فقد خصصته لأهم المصادر والمراجع في علوم الإسلام والعربية ... ؛ فتتبعت حركة التأليف عند علماء المسلمين، في أمهات العلوم الإسلامية وفروعها، وآداب العربية وفنونها، وعلوم اللغة وصنوفها، وحرصت على أن أعرض لأهم المصادر القديمة في كل علم، وأن أربط الحديث بالقديم، واللاحق بالسابق؛ لأن المتأخر طريق إلى المتقدم ومفتاح له، ومثل هذا التتبع التاريخي يحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل؛ فتتبع ما تنتجه قرائح العلماء والمفكرين ليس بالأمر السهل، وإن كثرت وسائل النشر والإعلام؛ فإن بين ما ينشر وبين ما يطلع عليه مفاوز كثيرة كبعد الآفاق، وعدم كفاية التوزيع، وبطء إدخال المطبوع في فهارس المكتبات العامة، وغير ذلك من الصعاب التي تحول دون الاطلاع على كل جديد، ولا يستطيع الكاتب أن يخط كلمة حول كتاب ما لم يطلع عليه، ويوازنه بما سبقه ولحقه؛ حتى يحسن الحكم عليه، والقول فيه. وهذه أمانة تفوق الأمانة في المال والمتاع. وقد رأيت أني في عملي هذا رسول القراء إلى كل جديد، ومن حقهم علي أن أتتبع كل حديث في بابه. لكل هذا لم أدخر وسعًا في سبيل هذه الغاية، ومن ثم اضطررت إلى ذكر بعض الكتب التي تأكد لي وجودها تحت الطبع في أكثر من بلد عربي.
ومع هذا فإني لم أقصد استيعاب جميع المصادر؛ بل اخترت من كل علم عدة كتب؛ فعرضتها عرضا علميا تاريخيا دقيقا، وعرفت بها، ولم أتجاوز ذكر الكتاب ومؤلفه وعصره، وأهم مزاياه، ومنزلته بين كتب العلم الذي صنف فيه، واكتفيت بذكر بعض الكتب مع مؤلفيها، من غير أي تعليق عليها؛ تاركًا للطلاب تقويمها والرجوع إليها. وقد