المحاضرات النظرية والأبحاث العلمية، والدراسات التطبيقية يشمل أصول البحث والمكتبة ونظامها والمصادر بأنواعها..؛ فاستحسن المسئولون في كليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض هذا المنهاج؛ مما شجعني على المضي في تنفيذ تلك الخطة، والتزمت بوضع المادة العلمية بين يدي الطلاب؛ ليتضح السبيل أمامهم، وتسهل المذاكرة عليهم، واجتهدت ما وسعني الاجتهاد في وضع أصول هذا الكتاب بين يدي الطلاب خلال الشهور الأولى من ذلك العام الدراسي؛ فتم ذلك بفضل الله عز وجل وعونه، وما إن ظهرت تلك الأصول حتى تلقفها الطلاب من مختلف الكليات، وانصرم العام الدراسي، وانصرم العام الدراسي، وطالعنا عام ١٣٩٠هـ-١٩٧٠م؛ فلم تتح لي فرصة لتنقيحها والزيادة عليها؛ فنشرت تلك الأصول ثانية على حالتها الأولى، وما إن أطل صيف عام ١٣٩١هـ - ١٩٧١م حتى أعطيت هذا الكتاب وقتي، ووقفت له نفسي؛ ليخرج بهذا الثوب، وقد جعلته في ثلاثة فصول:
الفصل الأول: المكتبة: عرضت فيه لمكانة العلم في الإسلام وأثره، فبينت ابتداء تدوين العلم، ووضحت أهداف المكتبة وآثارها التربوية، وتحدثت عن نشأة المكتبات الإسلامية، وعن أشهرها فيما مضى، ثم عرجت على ذكر أشهر المكتبات وأهمها في العالم في العصر الحاضر، وبينت كنوز المخطوطات العربية في المكتبات العربية والأجنبية، وتحدثت عن نظام المكتبة قديمًا وحديثًا، وعن القائمين عليها، والمسئولين عنها، كما فصلت القول في فهارسها وطرق الاستفادة منها بكل يسر وسهولة.
وفصلت القول في الفصل الثاني:"البحث وأصوله" في أهمية البحث العلمي وأصوله، ومقومات الباحث، وأهم ما يأخذ بيده إلى التقدم والنجاح، ووضحت أثر المنهجية العلمية في نجاح البحث، كما فصلت القول في مراحل البحث منذ اختيار الموضوع إلى استوائه وتكامله