نسخة المؤلف، أو نسخة مقابلة على نسخة المؤلف قريبة من عصر المصنفن أو بعيدة منه، وغير ذلك. وجيمع تلك الكتب المخطوطة تكون ثروة علمية عظيمة؛ ولكن هذه الثروة لا بد لها من العناية والرعاية، والحفظ من جميع ما قد يعتريها؛ فيفسدها كالأرضية والسوس.. والرطوبة والعفن.. ومن العوادي التي تذهب بها كالحريق والغرق والسرقة وانتقام الأعداء الجهال، وغير ذلك.
لكل هذا اهتم المسؤولون في المكتبات بالكتب المخطوطة واعتنوا بها عناية فائقة، تعددت وسائلها وطرق حفظها والاستفادة منها.. وخير الوسائل الحديثة في حفظ المخطوطات أن تؤخذ عن الأصل المخطوط صور فوتوغرافية كبيرة وتجلد كالكتاب تمامًا، وتوضع الصورة في متناول أهل العلم؛ بينما يحفظ الأصل المخطوط في خزانة المكتبة مخافة التلف أو الفقدان، وتلجأ بعض المكتبات إلى تصوير المخطوطات على أفلام دقيقة ميكروفيلم وتوضع هذه الأفلام في علب معدنية صغيرة، كل فيلم في علبة تعنون العلبة باسم الكتاب المصور، ثم تكبر هذه الأفلام لطالبيها، وقد اتبعت هذه الطريقة بعض مكتبات المغرب الأقصى والمكتبة الظاهرية بدمشق وغيرها من المكتبات العالمية؛ غير أنه لا تزال أكثر المكتبات في البلاد العربية والإسلامية بحاجة كبيرة إلى مزيد من العناية بما لديها من المخطوطات.
وقد انتبه المسؤولون في البلاد العربية إلى أهمية تراثنا المخطوط فأنشئوا مؤسسة تباعة لجامعة الدول العربية باسم معهد إحياء المخطوطات، التي خرجت من أيدينا إلى البلاد الأجنبية، وحفظها في خزائن المعهد، ويقوم المعهد بين حين وآخر بإرسال مندوربين