للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما عدمُ سماع قتادة من أبي رافع، فقد قاله أيضاً: شعبة١، وابن معين٢.

ولكن رَدَّ ذلك الحافظ الذهبي، ومن بَعْدِه الحافظ ابنُ حجر رحمهما الله تعالى، قال الذهبي - مُعَقَّبَاً على مقالة أبي داود -: "قلتُ: بل سمع منه؛ ففي صحيح البخاريَّ حديث سليمان التيمي، عن قتادة، سمعت أبا رافع، عن أبي هريرة حديث: إنَّ رحمتي غلبت غضبي"٣. وكذا قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) ٤، وأما في (تهذيب التهذيب) ٥ فإنه أوردَ مقالةَ أبي داود ثم قال: "كأنه يعني حديثاً مخصوصاً، وإلا ففي صحيح البخاريِّ تصريحٌ بالسماع منه".

وعلى القول بثبوت سماع قتادة من أبي رافع في هذا الحديث، فإن هذا الإسنادَ يبقى معلولاً بعنعنة قتادة؛ فإنه مدلس٦، ولم يُصَرِّح بسماعه في هذا الحديث، قال الذهبي رحمه الله: "وهو حجة بالإجماع إذا بَيَّنَ السَّماع؛ فإنه مدلسٌ معروفٌ بذلك ... "٧.


١ علل ابن أبي حاتم: (ص ١٧٠) ، وجامع التحصيل: (ص ٣١٢) .
٢ جامع التحصيل: (ص ٣١٢ - ٣١٣) .
٣ سير النبلاء: (٥/٢٨٣) .
(١١/٣١ - ٣٢) .
(٨/٣٥٤) .
٦ انظر طبقات المدلسين: (ص ١٠٢) .
٧ سير أعلام النبلاء: (٥/٢٧١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>