كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها

من كتاب الأدب - ٦ ـ باب ما جاء في ذم الغناء - ج: 3 - ص: 226

أنه قال: "مرسلاتُ إبراهيم النخعي لا بأس بها"١. ثم قال: "وخَصَّ البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود دون غيره"٢.

وعلى كلِّ حالٍ فإن إبراهيم لم ينفرد برواية ذلك عن ابن مسعود، وإنما تابعه عليه محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، وهو:

الطريق الثاني: أخرجه البيهقي - أيضاً - في (سننه) ٣ من طريق ابن أبي الدنيا، عن: علي بن الجعد٤، عن محمد بن طلحة٥، عن سعيد ابن كعب المرادي، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد٦، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: "الغناءُ ينبتُ النفاق في القلبِ كما ينبتُ الماءُ الزرعَ، والذِّكْرُ ينبت الإيمان في القلب كما ينبت الماء الزرع" ٧.

وهذا الإسناد رجاله ثقاتٌ، إلا سعيد بن كعب؛ فإنه - فيما فتشت - لم يرو عنه غير محمد بن طلحة، وذكره ابن أبي حاتم في (الجرح

---

١ جامع التحصيل: (ص ٩٩) .
٢ المصدر السابق، وانظر (ص ١٦٨) .
(١٠/٢٢٣) .
٤ ابن عبيد الجوهري، البغدادي، ثقةٌ ثبتٌ رُمِي بالإرجاء، من صغار التاسعة، مات سنة ٢٣٠هـ / خ د. (التقريب ٣٩٨) .
٥ ابن مُصَرِّف اليامي، كوفيٌّ، صدوقٌ له أوهام، وأنكروا سماعه من أبيه لصغره، من السابعة، مات سنة ١٦٧هـ/ خ م د ت عس ق (التقريب ٤٨٥) .
٦ ابن قيس النَّخَعي، أبو جعفر الكوفي، ثقةٌ، من السادسة/ بخ ٤. (التقريب ٤٩٣) .
٧ وانظر: ذَمّ الملاهي: (ص ٣٨) ح ١٢.