للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث شيئاً، - كما تقدم –؛ فإن جمعاً من الأئمة على إعلاله، وقد تقدم من ذلك قول: البزار، وابن عساكر، والمنذري، وأعَلَّهُ أيضاً: البيهقي رحمه الله، فقال: "وهذا حديث ينفرد به محمد بن إسحاق ... "١. فذكر نحواً من الكلام المتقدم.

وقال الحافظ الذهبي: "هذا حديثٌ غريبٌ جداً فردٌ، وابن إسحاق حجةٌ في المغازي إذا أَسْنَدَ، وله مناكيرُ وعجائبُ، فالله أعلم أقالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا أم لا ... "٢. واسْتَغْرَبَهُ كذلك الحافظ ابن كثير٣ رحمه الله. وقال الشيخ الألباني: "إسناده ضعيف، ورجاله ثقات. لكن ابن إسحاق مُدَلِّس، ومثله لا يحتج به إلا إذا صرح بالتحديث، وهذا ما لم يفعله فيما وقفت عليه من الطرق إليه ... "٤.

والخطابي - رحمه الله - مع أنه أخذَ في تأويل هذا الحديث، إلا أنه - فيما يبدو - قد اختار إعلاله؛ إذ قال: "وذكر البخاري هذا الحديث في التاريخ٥ ... ولم يُدْخِلْهُ في الجامع الصحيح"٦.

ثم توجَّهَ ابن القَيِّم - رحمه الله - بعد ذلك إلى نفي تَفَرُّدِ ابنِ


١ الأسماء والصفات: (ص ٥٢٨) .
٢ العلو للعلي الغفار: (ص ٣٩) .
٣ تفسير القرآن العظيم: (١/ ٣١٠) .
٤ ظلال الجنة في تخريج السنة: (ص ٢٥٢) .
(١/ ٢/ ٢٢٤) .
٦ معالم السنن: (٧/ ٩٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>