للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا إسناد صحيح أيضاً، بل قال ابن حزم رحمه الله: "وهذا سندٌ في غاية الصحة"١. وصححه كذلك الشيخ الألباني٢. فهذه الرواية تؤيد رواية أبي سلمة المتقدمة عن أبيه موقوفاً، وأنها هي الصواب، وأن الرواية المرفوعة خطأ.

قلت: وإسناد الرواية المرفوعة فيه "أسامة بن زيد الليثي"، وفيه ضَعْفٌ من قبل حفظه٣، وقد ضَعَّفَ ابنُ حزم الرواية المرفوعة به، فقال: "وأما نحن فلا نحتجُّ بأسامة بن زيد الليثي، ولا نراه حجةً لنا ولا علينا"٤. وكذا ضَعَّفَ إسناده البيهقي٥، والبوصيري٦. فلعلَّ الوهمَ في هذا الحديث جاء من قِبَلِهِ بجعله هذا الحديث مرفوعاً، وخالفه من هو أوثق منه وأتقن: ابن أبي ذئب، فوقفه على عبد الرحمن بن عوف، وحكم الأئمة له، وقدموا روايته.

وأما العلة الثانية، وهي انقطاعه: فإن أبا سلمة لم يسمع من أبيه شيئاً، كما قال البخاري وابن معين٧. ولذلك فقد أعله غير واحد بأنه منقطع، فقال البيهقي: "في إسناده انقطاع"٨. وأَقَرَّهُ على ذلك


١ الْمُحَلَّى: (٦/٢٥٧) .
٢ السلسلة الضعيفة: (ح٤٩٨) .
٣ تنظر ترجمته في (تهذيب التهذيب) : (١/٢٠٨ - ٢١٠) .
٤ المحلى: (٦/٢٥٨) .
٥ السنن: (٤/٢٤٤) .
٦ مصباح الزجاجة: (٢/٦٤) .
٧ انظر: المراسيل لابن أبي حاتم: (ص٢٥٥) ، وجامع التحصيل: (ص٢٦٠) .
٨ السنن: (٤/٢٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>