للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السكسون لأمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب أفريقيا١, أن انتشرت الإنجليزية في هذه المناطق الشاسعة، فبلغ عدد الناطقين بها نحو ثلثمائة مليون, موزعين على مختلف قارات الأرض، بعد أن كانت قديمًا محصورة في منطقة ضيقة من الجزر البريطانية, ونجم عن الاستعمار الأسباني في الدنيا الجديدة, أن أصبحت الأسبانية لغة بلاد المكسيك وجزر الفلبين وجميع دول أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية٢, ما عدا البرازيل، فبلغ عدد الناطقين بها نحو مائة وخمسين مليونًا ينتمون إلى نحو خمس عشرة أمة، بعد أن كانت محصورة في منطقة ضيقة في الجنوب الغربي من أوربا, ونجم عن الاستعمار البرتغالي في الدنيا الجديدة وأفريقيا والأوقيانوسية, أن أصبحت البرتغالية لغة سكان البرازيل بأمريكا الجنوبية، وسكان المستعمرات البرتغالية بأفريقيا, وجزر المحيط الهندي، فبلغ عدد الناطقين بها نحو مائة مليون ينتمون إلى عدة أمم، بعد أن كانت محصورة في منطقة ضيقة من بلاد البرتغال نفسها, وقد نجم عن هجرة الفرنسيين إلى قسم من كندا أن أصبحت الفرنسية لغة لهذا القسم.

٣- أن يتاح لجماعة ما أسباب مواتية للنمو الطبيعي في أوطانها الأصلية نفسها، فيأخذ عدد أفرادها وطوائفها في الزيادة المطردة،


١ يتكلم كذلك في جنوب أفريقيا بلغة تسمى الأفريكانية، وهي منحدرة من الهولندية التي كان يتكلم بها الهولنديون -وقد كانوا أول من أقام في مستعمرة الكاب- ومن اللغة الفرنسية التي كان يتحدث بها المهاجرون "الهوجنوت" الذين قدموا فيما بعد إلى الكاب, وتعد الأفريكانية إحدى اللغتين الرسميتين في الاتحاد، أما الثانية فهي اللغة الإنجليزية, ويتخاطب بالأفريكانية معظم أهل جنوب أفريقيا بطلاقة, ويتكلم كذلك بعض قبائل من السكان الأصليين لجنوب أفريقيا اللغة البنطوية "انظر رقم ٢٨ من الفصيلة الثالثة في الفصل الثاني من هذا الباب".
٢ يتكلم كذلك في بعض جمهوريات أمريكا الجنوبية بلهجات منحدرة من لغات السكان الأصليين, ويبدو هذا على الأخص في بارجواي, فإن ٩٥% من أهلها لا يزالون إلى الآن يتكلمون لغة "جاراني", وهي لهجة شعوب جاراني إحدى شعوب السكان الأصليين لهذه القارة، على الرغم من أن اللغة الرسمية هناك هي الأسبانية, وقد أقامت شعوب جاراني قبل قدوم الأوربيين إمبراطورية كبيرة اسمها: "توبي جاراني" في المنطقة التي تضم الآن بارجواي والبرازيل وأجزاء من الأرجنتين. "انظر في ذلك تحقيقًا منشورًا بجريدة الأهرام, عدد ١٩/ ٤/ ٦٠.

<<  <   >  >>