وفيما عدا الحالات السابقة قد لوحظ أن الأصوات المتحدة النوع تتناوب ويحل بعضها محل بعض, وقد سجَّل الباحثون ظواهر كثيرة بهذا الصدد, بعضها خاص بأصوات اللين, وبعضها يتعلق بالأصوات الساكنة.
١- أما تناوب أصوات اللين فلم تكد تخلو منه لغة من اللغات الإنسانية؛ ففي اللغة العربية حدث تناوب واسع النطاق بين أصوات اللين القصيرة "التي يرمز إليها بالفتحة والكسرة والضمة", ويمثل هذا التناوب انقلابًا من أهم الانقلابات التي اعتورت هذه اللغة, فقد كان من آثاره أن انحرفت أوزان الكلمات وانقلبت أشكالها رأسًا على عقب، حتى لا نكاد نجد في اللهجات العامية كلمة واحدة باقية على وزنها العربي القديم؛ فالفتحة قد استبدل به الضمة أحيانًا, والكسرة في كثير من الأحوال, فبدلًا من: يَعوم، يَسجد، يَسمع، عَثر، خَلص، سَكت, كبير، أ َلكتاب.. إلخ" يقال في عامية المصريين: يُعوم: يُسحد، يِسمع، عِتِر أو عُنُّر، خِلِص أو خُلُّص، سِكِت أو سُكُت، كِبير، اِلكتاب ... إلخ"، والكسرة قد استبدل بها الضمة أحيانًا والفتحة في كثير من الأحوال, فبدلًا من: يلِطم، يضرِب، يسرِق، عِند ... إلخ, يقال في عامية المصريين: يلُطم، يضرَب، يسرَأ، عَند ... إلخ"، والضمة قد استبدل بها الفتحة