للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحيانًا, والكسرة في معظم الحالات؛ فبدلًا من: مُحمد، ثُعبان، أُنثى، عُثَّة، يقتُل، يذُم، ظُفرَ ... إلخ، يقال في عامة المصريين: مَحمد، تِعبان، انتاية، عِنَّة، يئتِل، يزِم، ضِفر ... إلخ".

وحدث كذلك تناسخ في أصوات اللين الطويلة نفسها، وخاصة في الألف اللينة؛ إذ أميلت في لغات بعض القبائل العربية القديمة، وتمال الآن في كثير من لهجات المغاربة وفي لهجات القبائل العربية النازخة إلى مصر من المغرب, وفي بعض اللهجات في بلاد الشرقية.

وما حدث في اللغة العربية بهذا الصدد حدث مثله في اللغات الأوربية.

فمن ذلك تحول أصوات اللين المركبة diphtongue إلى أصوات لين بسيطة في كثير من هذه اللغات؛ فاللغة الفرنسية مثلًا قد تحول في نطقها معظم أصوات اللين المركبة إلى أصوات لين بسيطة، وإن كانت لا تزال ترسم حسب حالتها القديمة "ai ei au eau eu etc", وعلى هذه الظاهرة يقع قسط كبير من التبعة في صعوبة الرسم الفرنسي وعدم مطابقته للنطق١, وما حدث في اللغة الفرنسية بهذ الصدد حدث مثله في سائر اللغات الأوربية, وخاصة الأسبانية والإيطالية والألمانية والإنجليزية٢.

ومن ذلك أيضًا تحول صوت a إلى صوت في عدد كبير من مفردات اللغة اليونانية, وفي بعض مواطن في اللغتين السلتية والفرنسية, وقد لوحظ أن هذا التحول يتم بالتدريج، فينحرف صوت a إلى صوت آخر قريب منه، وهذا حتى يصل إلى i, ولوحظ كذلك أنه يقطع لهذه الغاية أحد طريقين: طريق قصير وهو a e e i وطريق طويل وهو a o o ou ui. ولم يحدث مطلقًا أن قطع في تطوره سبيلًا آخر غير هذين الطريقين أو تخطى مرحلة من المراحل المرسومة في كليهما، أو غير شيئًا في ترتيبها السابق بيانه.


١ V. Dauzat, op. cit., ٦٤, ٦٥
٢ V. Dauzat, op. cit., ٦٣, ٦٤

<<  <   >  >>