تتأثر اللغة في تطورها وارتقائها بعوامل كثيرة, يرجع أهمها إلى أربع طوائف:
إحداها: انتقال اللغة من السلف إلى الخلف.
وثانيتها: تأثر اللغة بلغة أو لغات أخرى.
وثالثتها: عوامل اجتماعية ونفسية وجغرافية، كحضارة الأمة ونظمها وعاداتها وتقاليدها وعقائدها، وثقافتها واتجاهاتها الفكرية, ومناحي وجدانها ونزوعها، وبيئتها الجغرافية ... وما إلى ذلك١.
ورابعتها: عوامل أدبية مقصودة, تتمثل فيما تنتجه قرائح الناطقين باللغة، وما تبذله معاهد التعليم والمجامع اللغوية, وما إليها في حمايتها والارتقاء بها ... وهلم جرا.
وسنقف هذا الفصل على آثار هذه العوامل في التطور اللغوي العام، مرجئين إلى الفصلين الخامس والسادس الكلام على آثارها في تطور ناحية من ناحيتي اللغة على حدتها، ونعنى بناحيتي اللغة الأصوات والدلالة.
١ تشترك هذه العوامل جميعًا في أنها من مقومات الحياة الاجتماعية، ولذلك جعلناها طائفة واحدة على الرغم من اختلافها في نوعها.