للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن الحروف الآرامية أخذت الحروف الهندية الباكتريانية lndo-Bactriens١ التي كانت مستخدمة في شمال الهند، ومن هذه الحروف اشتقت جميع الحروف المستخدمة الآن في مختلف لغات الهند وسيام Siam وكامبدج Cambodge "بالهند الصينية" وماليزيا Malaisie.

ومن الحروف الفينيقية اشتق كذلك الرسم الإغريقي، ومن الرسم الإغريقي أخذت الحروف اللاتينية، ومن الرسمين اللاتيني والإغريقي تفرعت جميع أنواع الرسم المستخدمة في مختلف اللغات الأوروبية في العصر الحاضر.

والأصل في الرسم الهجائي أن يكون معبرًا تعبيرًا دقيقًا عن أصوات الكلمة بدون زيادة ولا نقص ولا خلل في الترتيب، فيرسم في موضع كل صوت من أصواتها الحرف الذي يرمز إليه، ولا يوضع فيها حرف زائد لا يكون له مقابل صوتي, وقد حوفظ على هذا الأصل إلى حد كبير في بعض اللغات الإنسانية، وخاصة القديم منها؛ فرسم الكلمة في السنسكريتية لا يكاد يختلف في شيء عن صوتها٢, ولكن معظم أنواع الرسم، وخاصة الحديث منها، لا تتوافر فيه هذه المطابقة, فكثيرًا ما يرسم في الكلمة حرف زائد أو حروف زائدة ليس لها مقابل صوتي في النطق "مثلًا "مائة" في العربية، "loup" في الفرنسية، "thumb" في الإنجليزية". وكثيرًا ما تشتمل الكلمة على أصوات لا تمثلها حروف في الرسم, مثلًا: "هذا" في العربية، "Picture" في الإنجليزية", وكثيرًا ما يرسم في الكلمة حرف أو أكثر


١ نسبة إلى باكتريان Bactriane, وهي منطقة قديمة كان يسكنها الإيرانيون, وتشمل بعض مناطق تركستان وفارس.
٢ وقد ساعد على ذلك أن الرسم السنسكريتي لم يكد يغادر صوتًا من أصوات اللغة إلّا وضع له حرفًا يرمز إليه, ولذلك كثرت حروف الهجاء في هذا الرسم، وقويت على التعبير عن مختلف الأصوات, فقد بلغت ٤٦ حرفًا, منها ٣٣ حرفًا ساكنًا, و١٣ حرفًا لينًا، هذا إلى ثلاث علامات للشكل.

<<  <   >  >>